فضائح اخلاقية للسعودية والإمارات.. التسابق على شراء السبايا الايزيديات
منذ احتلاله للكثير من المناطق العراقية والسورية، قام تنظيم “داعش” الارهابي بالكثير من الجرائم ضد الانسانية التي يندى لها الجبين وتقشعر لها الابدان ولعل قصص العنف الغريبة التي ارتكبها هذا التنظيم الارهابي تثير الكثير من الأسئلة، لكن المدى الذي بلغه في سبي النساء فاق كل سؤال. لقد كان هذا السبي الاكتمال الأنسب للتعبير عن مفهوم العبودية، لا بإرجاعه الى النظم العتيقة، بل بربطه بما هو عليه الحاضر القريب. وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية، بأن هذا التنظيم الارهابي والوحشي قام خلال السنوات الماضية بعرض الايزيديات العراقيات المختطفات لديه، لاسيما الجميلات، للبيع في أسواق النخاسة في داخل الأراضي العراقية والسورية، بأسعار مرتفعة بالدولار. ويبيع هذا التنظيم الإرهابي، الأخريات بأموال أقل، اللواتي يصنفهن على أنهن من غير الجميلات، واللواتي تكون أعمارهن أكبر من أعمار المباعات بأسعار مرتفعة.
وفي سياق متصل، كشف الناشط الايزيدي العراقي، “حسين الخانصوري”، عن أسعار بيع المختطفات الايزيديات من قبل “داعش” الإرهابي، بمبالغ تتراوح ما بين (10-20) آلف دولار أمريكي. ويقول “الخانصوري”، إن التنظيم الإرهابي، يبيع المختطفات الايزيديات حسب الشكل والجمال والعمر، اللواتي تكون ملامحهن جميلة يصل سعر الواحدة منهن إلى 20 ألف دولار أمريكي ما يعادل تقريبا نحو 25 مليون دينار عراقي. وأضاف، أن العمر أيضا شرط أساسي في غلاء سعر المختطفة الايزيدية، الجميلات والصغيرات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين سن الـ11 وحتى عمر الـ20سنة. ونوه “الخانصوري” أن عدد كبير من السعوديين والإماراتيين هم من أهم الزبائن الذين يقومون بشراء العديد من النساء والفتيات الايزيديات.
ومن جهته، كشف “صالح حسين” رئيس البيت الايزيدي في العراق، أن مسئولين ومستثمرين من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات اشتروا سبايا ايزيديات من تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي اختطفهن في وقت سابق في العراق مقابل مبالغ مالية كبيرة. وقال “حسين”، إن مسئولين من الإمارات وكذلك من السعودية اشتروا السبايا من التنظيم المتطرف في سوريا بمبالغ كبيرة، مطالبا حكومة العراق ووزارة الخارجية بالبحث عن الايزيديات المتاجر بهن وإعادتهن إلى العراق.
وفي وقت سابق، كشفت العديد من التقارير الحقوقية والمتعلقة بقضايا حقوق الانسان عن قيام تنظيم “داعش” المتطرف ببيع مختطفات ايزيديات وأطفالهن بمبالغ تصل إلى 20 ألف دولار، بعد أن سيطر هذا التنظيم الارهابي على قضاء “سنجار” وقرى غرب الموصل، في أغسطس 2014. وفي السياق ذاته، ذكر الناشط الايزيدي “علي الخانصوري”، أن أسعار الايزيديات في أسواق تنظيم “داعش” الارهابي في مدينة “دير الزور” السورية كانت لا تقل عن 10 آلاف دولار أمريكي. وأوضح “الخانصوري” أن عمليات الشراء عادة ما تجري بواسطة سماسرة سوريين، يقومون بعمليات التفاوض مع عناصر التنظيم، ويدفعون الأموال مقابل المختطفات. وبحسب هذا الناشط الايزيدي، يكون سعر الفتاة الايزيدية أعلى إذا كانت بكرا، ولم تتعرض للاستعباد الجنسي على يد عناصر هذا التنظيم الارهابي ولقد ذكرت تقارير سابقة أن العدد الإجمالي للمحررين من قبضة التنظيم من الايزيديين والايزيديات بلغ أكثر من 3000.
من جهتها نقلت صحيفة “ذا صن” البريطانية عن متحدث باسم قوات الحشد الشعبي العراقي قوله، إن الحشد عثر على صور لفتاة يُعتقد أنها ايزيدية على هاتف أحد مقاتلي “داعش” وهي تباع في مزاد علني في السعودية وأضافت تلك الصحيفة بأن مقاتلي الحشد الشعبي وجدوا هواتفاً نقالة لمسلحين فيها صور لنساء ايزيديات فضلاً عن محادثات عبر برامج التواصل الاجتماعي تشير إلى بيعهن إلى السوق السعودية. وقالت صحيفة “ذا صن”: “يبدو، أن بيع النساء الايزيديات إلى السوق السعودي ليس الأول من نوعه، فقد ظهرت أشرطة فيديو، تشير إلى بيع إمرأة ايزيدية تبلغ من العمر 18 عاماً إلى رجل يُعتقد أنه سعودي الجنسية في مزاد دولي.
وتأتي الزبائن الإماراتيين في المرتبة الثانية بعد السعوديين في شرائهم للفتيات الايزيديات. يذكر أن الإمارات تعد واحدة من أشهر بلدان العالم التي تشتهر فيها تجارة الجنس، فيما النظام الحاكم فيها يتجاهل تقارير حقوقية وإنسانية دولية طالبته مرارا بحماية حقوق البشر والكف عن انتهاك كرامتهم. ففي أواخر 2017، أطلقت مؤسسات حقوقية غربية حملة دولية لمقاطعة الإمارات، تستهدف تعريف الرأي العام الغربي بالوجه الحقيقي للبلد الذي يسوّق نفسه على أنه واحة السعادة ورعاية حقوق الإنسان بالمنطقة، وبحسب الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات، فإن أبوظبي تمتلك سجلاً سيئاً في مجال حقوق الإنسان، مثل تسهيل الاتجار بالبشر، والعبودية الحديثة للعمالة، فضلاً عن استغلال العاملات في البغاء طوعاً أو جبراً. وفي يوليو 2017 عرضت قناة الجزيرة الإخبارية تقريراً لصحيفة أوروبية، كشفت فيه عن إجبار الإمارات للفتيات القاصرات على ممارسة الدعارة، قائلة إنها وجدت أن اقتصاد البلد يعتمد بنسبة كبيرة جداً على الدعارة الدولية. وتحدث مواطن إماراتي في التقرير عن أن الحكومة الإماراتية تجلب فتيات من الهند والصين وشرقي أوروبا وروسيا وأفريقيا، وتحتجزهن بشقق الدعارة سنواتٍ طويلةً دون أن يغادرنها. وأكد مواطن آخر أن الدعارة بالإمارات ليست كأي مكان في العالم، قائلاً إنها شبكات دعارة دولية منظمة داخل الشقق، وليست بالشوارع كسائر بلدان العالم.
وفي سياق متصل، قال “صالح حسين” رئيس البيت الايزيدي، إن “عدداً كبيراً من المختطفات الايزيديات، يتواجدن في الوقت الحالي بالإمارات، لدى العديد من شبكات الدعارة والجنس“. وأضاف، أن “بعض الشخصيات الاماراتية، اقدمت على شراء بعض الايزيديات من داعش الارهابي في سوريا مقابل مبالغ مالية كبيرة“. وفي نهاية حديثه شدد رئيس البيت الايزيدي على ضرورة تحرك الحكومة العراقية ووزارة الخارجية تجاه زعامات الدول الخليجية والعربية من اجل البحث عن السبايا الايزيديات واعادتهن الى العراق.