أبناؤنا ومعركةُ الوعي
أمل المطهر
معركةُ وعيٍ شرسةٌ يخوضُها أبناءُ الشعب اليمني إلى جانب المعركة العسكرية، تُعتبر من أَهَــمّ وأخطر المعارك التي نخوضها في هذا العدوان.
فمعركةُ الوعي هي من تُحَــرِّكُ كافة الجبهات وتدير كافةَ المعارك، فعندما يكونُ الوعيُ عالياً لدى المقاتل اليمني فإنّه من المستحيل أن يَنهزمَ أَو يُقهَــرَ، وعندما يكونُ الوعيُ عالياً لدى المواطن اليمني فَإنَّ الجبهةَ الداخلية ستكون بأمان ولن يستطيع العدوّ اختراقَها أَو خلخلتها أبداً.
الوعيُ هو من يحركك للبناء والتحدي لكل الصعوبات، هو من يدفعك للأمام دائماً دون أن تنظر للخلف أَو تستمع للضجيج المزعج الذي يصدره عدوك.
كُلُّ شرائح المجتمع يدخلون في خضم هذه المعركة فإما أن يرتقوا بارتقاء وعيهم أَو يسقطوا بتدنّيه وانعدامه.
وأبناؤنا لا يستثنون من هذه المعركة، بل يعتبرون أساسَ المواجهة في الحاضر والمستقبل.
فلا يخفى على الجميع تركيزُ العدوّ على استهداف هذه الشريحة الهامة في المجتمع، سواءٌ أكان ذلك بحرفِهم عن الدينِ والهُوية الإيْمَــانية بشَدِّهم إلى طرق الضلال بكل الوسائل والأساليب أَو بتزييف وعيهم وتعبئة عقولهم بمنهجية عقيمة وأفكار سلبية هدامة مغلفة بغلاف ديني وشعارات برّاقة مزيفة.
لذلك كان لا بُـدَّ من تحصينهم ضد ذلك الاستهداف المباشر بالسعي بهم نحو طريق المنهجية المحمدية السمحة والثقافة القُــرْآنية الحقة، فهي كفيلة بصنع جيل واعٍ مثقف قوي النفسيات سليم الفكر.
وها نحن نرى الآن الكثيرَ من الآباء يسعون بأبنائهم للالتحاق بالمراكز الصيفية؛ لأَنَّهم أصبحوا يعون جيّداً بالمخاطر الجمة المحدقة بأبنائهم في ظل تحريك العدوّ لأذرعه القذرة لاستهداف القيم والأَخْــلَاق والمبادئ ومحوها من نفوس الصغار قبل الكبار، فكان تحَــرُّكُهم من واقع الخوف على أبنائهم في المقام الأول ومن منطلق الحرص على أَنْ يَكُــوْنَ لديهم الوعي الكافي لتطهير نفوسهم وبناء عقولهم، بحيث يستطيعون تمييزَ المواقف التي تضعُهم في صَـفٍّ واحد مع عدو وطنهم، الذي يشدهم إلى هاويته السحيقة فيتيهون في صحرائه القاحلة.
فلنشد أبناءنا إلى الله قبل أن يشُدَّهم الشيطانُ إليه، فهذا هو الحلُّ لحمايتهم.
والحلُّ لبناء جيل المستقبل الذين سيحملون على عواتقهم تضحياتِ عظماء أبناء وطنهم ويسيرون به نحو العلو والتحرّر من كُـــلّ أشكال الهيمنة والتسلط الخارجي.
لذلك ادفعوا بهم ليتعلموا العِلمَ النافعَ الذي سيبنيهم ويرتفي بوعيهم..، علّموهم ما علّمهم ربهم في كتابه لا ما تعلموه من أسياد الضلال والفتن.
دعوهم يتعرفوا على كتاب الله ككتابٍ عملي ومنهجيةٍ حياة كاملة يسيرون من خلاله إلى النجاحِ والتفوق الدائم.
دعوهم يتعرفوا على أولياء الله وصفاتهم؛ لكي يكونوا من الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
كونوا لهم عوناً ودافعاً، ضعوهم في بداية الطريق إلى الله تعالى قبل أن يتلقَّفَهم الشيطانُ ويرميَهم في متاهاته.
وتذكروا دائماً أن العقول لا تتحرّر إلّا إنْ تحرّرت النفوس أولاً.
فحرّروا نفسياتِ الأجيال؛ لتنطلقَ عقولُهم وتنشئ أفكارهم فيرفعونكم معهم برقي وعيهم ونموِّ فكرِهم وطهارةِ نفوسِهم.