اليهودة في القلب ما هي بطول الزّنانير
عبدالفتاح شمار
مثل يمني تعمّدت أن أكتبه كما ينطقه اليمنيّون، ومعناه أنّ اليهوديّ الذي اعتاد على إطالة زناره كطقس من الطقوس الشكليّة التي يمارسها اليهود ربّما يضطر أحيانا إلى إخفاء زنّاره أو قصّه إذا ما خاف من انكشاف أمره وأراد أن لا يعرف الآخرون كنه هويته وانتمائه لليهود، ولكنه وإن حاول خداع الآخرين من خلال تغيير شكله إلا ان خبثه يظهر على صفحات أقواله وأفعاله ومواقفه، ولطالما اختلف اليهود عن غيرهم بالتمرّد على أوامر الله وعلى أنبياء الله “عليهم الصلاة والسلام” والعمل على نشر الفساد في الأرض، ووصلت بهم الحال إلى قتل أنبياء الله وقتل الذين يأمرون بالقسط من النّاس، كل ذلك والأنبياء وورثة الكتاب من بعدهم آنذاك هم من بني إسرائيل، فكيف باليهود وقد نزع الله عنهم الحكم والنّبوّة ومنحهما للعرب “لبني هاشم تحديدا” فقد أصبحوا أكثر خبثا وحقدا وتآمرا وسعيا للفساد والإفساد في كل أنحاء الأرض.
غير أنّ هناك ملاحظة تلخّص مدى الانحطاط الذي وصل إليه الكثير من العرب الذين رفضوا أن يكونوا أهل العزة والكرامة والسيادة على هذا العالم بأن رفضوا توجيهات الله تعالى وتعاليمه في القرآن الكريم كما رفضوا وصيّة رسوله عندما رفع يد عليّ بن أبي طالب “عليه السلام” عاليا معلنا أنه ولي المؤمنين من بعده، كما رفضوا وصايا رسول الله “صلى الله عليه وعلى آله وسلّم” باتباع كتاب الله وآل محمّد حتى لا تضل هذه الأمّة ولا تشقى، فكان رفضهم شبيها بما فعله بنو إسرائيل وبذلك استحقوا أن تضرب عليهم الذّلّة والمسكنة كما ضربت على اليهود؛ لأنه من سنن الله تعالى أن من يفضّلهم الله على العالمين فإنّه يحمّلهم مسؤولية اتّباع دين الله وهداية الناس إليه، فإن لم يفعلوا أصابهم الصغار والهوان والذلّة وباؤوا بغضب من الله وخسروا الدنيا والآخرة إلا أن يتوبوا إلى الله ويؤدّوا ما عليهم من واجب الجهاد في سبيل الله في جميع المجالات لإقامة دين الله، وتلك الملاحظة التي أودّ أن أكتب لكم اليوم عنها هي أن اليهود منذ أن علموا بأن مكان ظهور رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” هو الوطن العربي “يثرب” بدأوا يتوافدون عليها ويقيمون في أطرافها، ولم يكن اليهود يجرؤون أو حتى يحلمون بأن يسيطروا على غير المناطق التي لا يسكنها الناس في الأطراف واكتفوا بأن يعيش كل جزء منهم في حماية قبيلة من قبائل العرب، ورغم ذلك فقد كانوا يعمدون إلى تأجيج نار الفتنة بين العرب حتى يتقاتلوا فيما بينهم لأتفه الأسباب، ورغم كل ذلك فلم يكن بإمكان أية قوة في العالم أن تقنع العربي أن يقاتل بني جلدته لأجل تحقيق أطماع الآخرين إلا فيما ندر.
مرت القرون، وصار العربي الذي كانت تهابه الامبراطوريات العظيمة فيما مضى ألعوبة بيد الصليبيين تارة، وتابعا للتتار تارة، وللأتراك أخرى، وغيرها من ممالك الطغيان التي انهارت واندثرت بظلم مترفيها وقاداتها المجرمين، وكم ظهر في أوساط العرب من “أبي رغال” جديد (أبو رغال هو الذي كان دليلا لجيش أبرهة الذي اتجه إلى البيت الحرام لهدم الكعبة،فصار مثلا يضرب للخائن الدّيوث الذي يبيع هويته وكرامته ومعتقداته ومقدساته للأعداء مقابل طعام وكساء وقليل من المال المدنّس)، ولكن الفرق بين أبي رغال أبرهة وأبي رغال اليوم أن أبا رغال العصر الحديث والمعاصر هو من يحكم الناس ويتولّى إدارة شؤونهم.
بعد أن رفعت أمريكا عصاها الغليظة وأطلق كلبها “بوش” نباحه الشهير: (من ليس معنا فهو ضدّنا) سارع الحكّام “العرب” و”المسلمين” ـ قولا لا فعلاـ إلى الانبطاح لترضى أمريكا ويرضى بوش اللعين، وحينما صمت الجميع ولم يعد أحد يجرؤ على أن ينبس ببنت شفه، أطلق السيد القائد الشهيد، العالم الربّاني، (ابن محمّد وعليّ “صلوات الله عليهما وعلى آلهما)، القادم من بين ثنايا القرآن الكريم: صرخته التي زلزلت عروش الطغيان، وجعلت أمريكا تضجّ وتعلن حالة الطوارئ، ليبادر من يعبدونها من دون الله إلى السعي إلى إطفاء نور الله، وإسكات صوت الحقّ، إلا أن كل ذلك كانت نتيجته الفشل والخيبة والخسران؛ لأن الله تعالى متمّ نوره رغم أنوف الكافرين ولو كرهوا ذلك وعملوا على التصدي له بكل ما لديهم من أمكانيات وقدرات مكّنتهم من السّيطرة على كل دول العالم من خلال نظام عالمي شيطاني يجعل من الشّيطان حاكما مطلقا لهذه الأرض.
استطاع شعار (الله أكبر، الموت لامريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النّصر للإسلام) أن يتجاوز كل العوائق والتحدّيات، وأن يثبت ما قاله الإمام الخميني “عليه السلام” بأن الإسلام لا يقبل الهزيمة، فهاهم أولياء الشيطان الذين كرهوا رضوان الله واتّبعوا ما يسخطه سبحانه وتعالى يشنّون الحرب تلو الحرب على أنصار الله للقضاء على مسيرة القرآن الكريم، وعبثا يحاولون، فبعد كل حرب يبدو أنصار الله أكثر قوة وصلابة وتماسكا، وما ذلك إلا لثقتهم بالله تعالى واعتمادهم وتوكلهم عليه، واتّباع توجيهات الله في القرآن وتولّي الله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى من آل محمّد “صلوات الله عليه وعلى آله” ولكل من لا يزال مخدوعا ممن هم خارج اليمن من غير اليمنيين، وللذين في قلوبهم مرض من اليمنيين وغيرهم، تأمّلوا في اجتماع أئمة الضلال والمنافقين والمنافقات في البحرين لتمرير مخطط يهودي ظاهره فيه النماء والازدهار الاقتصادي الوهمي، وباطنه بيع فلسطين والتّنازل عن فلسطين عموما وعن القدس والمسجد الأقصى خصوصا حتى يصبح من يتحدّث ولو حديثا فقط عن فلسطين إرهابيا يجب الخلاص منه حيث وأن فلسطين يمثلها الخائنون المنبطحون من أمثال ياسر عرفات ومحمود عبّاس وأمثالهما من البائعين لإنسانيتهم مقابل القليل القليل من مظاهر السلطة الكاذبة حتى وإن كان لزاما على من يسمى رئيس منظمة التحرير رئيس السلطة الفلسطينية أن يحصل على إذن من الصهاينة إذا أراد حضور اجتماع في أي مكان سواء داخل فلسطين أو خارجها.
ختاما: سنصرخ وسنجاهد حتى تحرير فلسطين وكل الوطن العربي من اليهود ونعال اليهود.
والله ولي الهداية والتوفيق، وما النصر إلا من عند الله، والعاقبة للمتقين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
والسلام على من اتّبع الهدى