السعودية تصطنع المبررات للانقلاب على اتفاق الحديدة
أصبح واضحاً في الآونة الأخيرة المساعي السعودية لإيجاد أي مبرر للإنقلاب على اتفاق ستوكهولم بشان الحديدة حيث صعدت خلال اليومين الماضيين من اكاذيبها الاخبارية والشائعات والحيل تجاه الحديدة من خلال الاشارة الى ان الضربات التي تتلقاها في العمق بسبب تهريب الاسلحة من ميناء الحديدة للجيش واللجان الشعبية.
ويهدف الخطاب السعودي التصعيدي ضد الحديدة وكذلك الممارسات الفعلية للمرتزقة على الارض في اطار التصعيد المستمر في الخروقات والتحشيد الى ايجاد مبررات للانقلاب على الاتفاق ومهاجمة المدينة او على الاقل عدم تنفيذ هذا الاتفاق والتملص منه لكي تبقى اليمن محاصرة وتسعى الرياض الى حرف الانظار عن الجرائم والحصار التي تفرضه على الحديدة وكل مناطق اليمن من خلال صناعة بروباغندا اعلامية تصور ان الضربات التي تلقتها في الاونة الاخيرة بالطائرات المسيرة جاءت من الحديدة وان هناك عمليات تهريب اسلحة تأتي من ايران للقوات اليمنية متناسية انها تفرض حصار مشدد في البحر على الحديدة وان جميع السفن التي تدخل المدينة تخضع لعمليات تفتيش دقيقة من قبل التحالف السعودي والامم المتحدة في ميناء جيبوتي وعرض البحار.
وعملت الرياض الى تسويق هذه الفكرة للامريكان والغرب سعيا منها على ما يبدو الى ايجاد مساندة سياسية وعسكرية واعلامية في اطار اي هجوم على مدينة الحديدة التي تؤكد العديد من المصادر ان الرياض تقوم بالتحضير له في الوقت الحاضر.
ومن الملاحظ ان الرياض عملت على ربط التطورات والاحداث التي حدثت في بحر عمان وميناء الفجيرة وكذلك حادثة اسقاط الطائرة التجسسية الامريكية في الاجواء الايرانية و التصعيد العدواني لواشنطن ضد ايران بالحديدة والوضع القائم فيها ويظهر هذا جليا من خلال التصريحات التي اطلقها من الرياض براين هوك المبعوث الأميركي الخاص بإيران حيال ما اسماه “الخطر الايراني” في باب المندب و”الدعم الايراني” لحركة انصار الله كما ان السعوديون حاولوا التركيز على ما اسموه “الخطر الحوثي” على الملاحة في البحر الاحمر بالاضافة الى عودة القصف المكثف للطائرات السعودية والاماراتية للعديد من المناطق في الحديدة في نقض واضح وصريح للاتفاقات السابقة بشان الحديدة وقرارات مجلس الامن الدولي بهذا الشأن.
وقد لا تصعد السعودية بشكل كبير نحو مدينة الحديدة لكن بقاء الامر على ما هو عليه وعدم تنفيذها للاتفاق المسبق يعد عمل خطير خاصة في ظل تفاقم الاوضاع الانسانية واحتياج اليمنيين الملح لفتح هذا الميناء والطرقات من اجل دخول البضائع وما يحتاجه الناس من اغذية وادوية ومستلزمات.
وقد أكد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام ان اطراف العدوان عادت مجددا لتماطل في الشروع في تنفيذ الخطوة التالية من اتفاق السويد وقال ان العدوان عاد مجددا ليماطل في الشروع في تنفيذ الخطوة التالية المتوجبة عليه بناءاً على ما اتفقت عليه لجنة تنسيق إعادة الانتشار، مضيفا ان السعودية والرياض يعمدان حاليا إلى تصعيد اعتداءاتهم وخروقاتهم على محافظة الحديدة، بما فيها الغارات الجوية والاستطلاعية والقصف من الأرض بشكل مستمر، محملا العدوان ومرتزقته كامل المسؤولية عن ذلك وما سينتج عنه ان استمروا في هذا المسلك الخاطئ والخطير.
وفي السياق نفسه دعا حسين العزي نائب وزير خارجية اليمن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل محبي السلام وداعمي اتفاق ستوكهولم إلى إدانة الغارات التي ينفذها تحالف العدوان بالحديدة مشيرا الى انه حان الوقت لمغادرة مربعات الصمت المهين والمجاملة المقرفة لتحالف كله إرهاب وجريمة.
مضيفا ان دول العدوان تتبجح بشكل رسمي بشن غارات جوية على مدينة الحديدة وعلى مواقع القوات اليمنية التي أعادت إنتشارها أحاديا استجابة لجهود السلام ونداءات المجتمع الدولي وهذا التبجح إنما يعكس حجم الاستخفاف والاستهتار الكبيرين بالاتفاق والبعثة الأممية والمجتمع الدولي ويعكس إصراراً واضحا على الحرب ومضاعفة معاناة الشعب اليمني والانقلاب على الاتفاقات السابقة.
عبدالرحمن راجح كاتب وإعلامي يمني