الاستراتيجيةُ الاستعمارية لتمزيق المنطقة

العلامة محمد مفتاح

الفوضى [الخلّاقة] الهدّامة والشرقُ الأوسط الجديد هي الاستراتيجيةُ الاستعمارية الجديدة الساعية لتمكين الدولة الصهيونية من تسيُّدِ المنطقة والهيمنة على خيراتها ومقدراتها؛ باعتبارِها الوكيلَ الإقليميَّ للمنظومة الاستعمارية الغربية.

إن ما يجري حالياً من إرهاصات وقعقعة سلاح ضد إيران، إضافةً إلى استمرار تدمير اليمن والعراق وسوريا وليبيا تحت ذرائعَ زائفةٍ وعناوينَ مشبوهةٍ ليس إلا جزءاً من خطة تنفذُها المنظومةُ الاستعمارية الغربية بقيادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا؛ لتمزيق المنطقة العربية الإسْـــلَامية وإشعال الفتن فيها وإغراقها في دوامة من الصراعات والفوضى بتوظيف كُـــلِّ التناقضات. فالإضافة إلى تفريخ العصابات الإجرامية المتصارعة وافتعال الشحن الطائفي بين سُنة وشيعة، ويتم شحنُ العرب ضد الفرس والأكراد، وشحن الفرس ضد العرب والأذر والأكراد، وشحن الأكراد ضد العرب والفرس والأتراك، وشحن الأتراك ضد الأكراد والأرمن والفرس، وشحن الأمازيغ ضد العرب، وجنوب السودان ضد شمالها والعكس، ومصر ضد السودان، والحبشة ضد مصر، والإريتري ضد الحبشي، والصومالي ضد الكيني، والأفريقي ضد العربي.. وهكذا تعيش المنطقة دوامة صراع لا تتوقف والمستفيدُ هي المنظومةُ الاستعمارية.

وللأسف فإن أدواتِ إشعال هذه الصراعات ومنفذ مخططاتها الإجرامية هي الأنظمةُ العميلة الفاسدة والمستبدة والغبية التي تتفنن في العبث بشعوب المنطقة ومقدراتها باستماتة مطلقةٍ في ظل عجز مريعٍ للشعوب وانهيارٍ فظيع للنُّخَــب!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى