الشيخ قاسم: هؤلاء وراء كل الأزمات في المنطقة
أكد نائب الأمين العام لحزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم أن “إسرائيل” وأميركا، وراء كل الأزمات ولا يوجد أي أزمة بمعزل عن هؤلاء”.
وقال الشيخ نعيم قاسم في كلمة خلال الاحتفال التأبيني الذي أقيم للمرحومة ذكية عبد الكريم نصر الله (أم حمزة كرنيب) شقيقة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان “كل شعوب المنطقة تريد السلام والاستقرار والاستقلال، وتريد أن تعيش حياتها بحرية واستقامة كما تريد أن تختار، ولكن أميركا لن تسمح بذلك”، وأضاف “إذا فتشنا عن الأزمات الموجودة في منطقتنا واحدة واحدة، سنجد أن كل الأزمات وراءها “إسرائيل” وأميركا، ولا يوجد أي أزمة بمعزل عن هؤلاء”.
وأضاف أن “العالم اليوم يخوض صراعاً مع الاستكبار العالمي المتمثل بأميركا والغرب، ومعه الصهيونية الذين يريدون حكم العالم بظلمهم ولمصالحهم حتى ولو أدى ذلك إلى إذلال البشرية وقتلها”.
وذكر سماحته أن “القضية الفلسطينية التي هي أزمة الأزمات في منطقتنا، بدأت منذ حوالي المئة سنة مع الاستعمار البريطاني، وتواطأت الدول الكبرى لتشرد الشعب الفلسطيني وتحل محله الصهيونية، ومنذ ذاك الوقت وحتى الآن تعاني فلسطين والقدس وكل المنطقة من الاحتلال “الإسرائيلي” ومشاريعه وعدوانه، لا سيما وأن هذا الاحتلال في كل مرة يهدد ويقتل ويزيد من احتلاله ويرتكب المجازر، مع تغطيه أميركا والغرب، على قاعدة أن حقه في أن يفعل ما يشاء، ولكن ليس من حق الفلسطيني لا أن يدافع ولا أن يحرر ولا أن يواجه هذه التحديات”.
ورأي الشيخ قاسم أن “أميركا تصنع الأزمات مع كل العالم، مع فنزويلا وروسيا والصين وكوبا وكوريا الشمالية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك تدعم أنظمة الاستبداد في الخليج التي تقتل وترتكب المجازر في اليمن، وكانت أميركا وراء إنشاء “داعش” في منطقتنا”.
ولفت إلى ما كشفته بعض الصحف الأميركية منذ يومين حول قيام المخابرات الأميركية عام 2012، أي بعد أقل من سنة على بداية الحرب على سوريا، بتجميع “داعش” “والقاعدة” وكل هذا التيار التكفيري من مختلف أنحاء العالم، ليكون له موطئ قدم، وقال “الملفت في هذه التقارير أن موطئ القدم المطلوب هو في شرق الفرات في سوريا، ليكون في نقطة مفصلية تقطع سوريا عن العراق، وفي آنٍ معاً، تمكن الجماعات التكفيرية من أن ينتشروا داخل سوريا والعراق، ليضغطوا ويحققوا المطلوب منهم أمريكياً في إخضاع المنطقة حتى ولو أدى ذلك إلى إبقاء إمارة تكفيرية باسم “داعش” في شرق الفرات”.
وسأل “هل يحق لأميركا والغرب ودول العالم أن يجتمعوا تحت عنوان التحالف الدولي الذي يقاتل في اليمن باليد السعودية، والتحالف الدولي الذي اجتمع في سوريا من أجل إسقاط النظام السوري، والتحالف الدولي الذي يدعم “إسرائيل” من أجل أن تبقى مسيطرة في منطقتنا، ويعيبون علينا أن يكون هناك تحالف بين قوى المقاومة في مختلف المنطقة بين دول المقاومة وحركات المقاومة وأحزاب المقاومة، لأنهم يريدوننا متفرقين حتى يسهل عليهم القضاء علينا، بينما يجتمعون على باطلهم، ولا يريدون لنا أن نجتمع على حق”.
وأكد الشيخ قاسم أن “المقاومة مشروع أثبت جدواه في كل المنطقة، وواحدة من العلامات المضيئة اليوم في منطقتنا هي ببركة المقاومة، فالعلامة المضيئة في فلسطين هي ببركة المقاومة الفلسطينية، والعلامة المضيئة في اليمن هي ببركة المقاومة اليمنية، والعلامة المضيئة في لبنان وتحرير الأرض والقضاء على جبهة “داعش” من بوابة البقاع هي ببركة المقاومة، والانتصارات التي حصلت في سوريا والعراق هي ببركة المقاومة، وقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية المباركة لا شرقية ولا غربية هي ببركة المقاومة منذ أربعين سنة على يد الإمام الخميني (قده)”.
وأشار في سياق كلمته الى الموقف التاريخي العظيم الذي اتخذه قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي (دام حفظه) عندما رفض أن يتسلم رسالة ترامب، معلناً بالفم الملآن أن التفاوض تحت الضغط مرفوض، وأن ترامب ليس جديراً بأن يقدم عروضاً وهو الخائن لتعهداته وعروضه، وأن الجمهورية الإسلامية في موقع المواجهة والدفاع والمقاومة ولا يمكن أن تخضع للابتزاز. وقال الشيخ قاسم “دائماً أميركا تختار عناوين براقة من دون محتوى، وبالتالي كيف يحصل التفاوض والضغط الاقتصادي والسياسي موجود، وعدم الالتزام بالمواثيق قائم؟ فهذا لا يمكن، علماً أنهم دائماً كانوا يقولون بالنسبة للقضية الفلسطينية: اجلسوا على طاولة المفاوضات، ولكن كل طاولات المفاوضات التي حصلت منذ الاحتلال “الإسرائيلي” لفلسطين حتى الآن، كانت طاولات ترسيم التنازل تلو الآخر، وتفاوض من جهة واحدة هي “إسرائيل” بإملاءات على الفريق الآخر بدعم دولي آثم، ولم يكن هناك مفاوضات في أي وقت من الأوقات”.
وأكد أنه “مع وجود المقاومة، لا يمكن أن ينجزوا، ولا يمكن أن ينتصروا، ولا يمكن أن يهزموا شعوب منطقتنا بعد اليوم”.
ولفت نائب الامين العام لحزب الله الى أنه “في يوم من الأيام كان “الكاتيوشا” في جنوب لبنان لا يساوي شيئاً، ولكن عندما حمله رجال أبطال شجعان، تحول إلى سلاح استراتيجي، واليوم كل طائرات “F35” وكل المدمرات التي يملكونها، لا يمكن أن تكون عائقاً أمام أسلحة عادية وصواريخ بسيطة دقيقة يمكن أن تطال كل مكان في الكيان “الإسرائيلي”، ويمكن أن تواجه كل التحديات، لأن قيمتها ليست في ضعفها ومداها، وإنما قيمتها بمن يطلقها ويحمل القرار بأن يكون مقاوماً يريد أن يحرر الأرض، ويقف عزيزاً لمصلحة الأجيال القادمة.
ورأى أن لبنان حقق إنجازاً كبيراً من خلال ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، “وهذا الانجاز سنحافظ عليه، ومهما علت الأصوات التي تتحدث عن مقاومة وسلاح وترتيبات، فإنها لا يمكن أن تمنعنا من أن نبقى في الخندق والصف الأمامي للدفاع عن أرضنا ومياهنا، ومن أجل أن نحرر كل ما تحتله “إسرائيل” على قاعدة أننا أصحاب الحق”. وأضاف “هناك الآن أناس لا يريدون أن يقاتلوا، وبالتالي هم أحرار، ولكن أن يجروا بلدنا إلى الاستسلام تحت عناوين مختلفة، فهذا لا يمكن أن يكون مع وجود المقاومة وعملها، ونحن مستمرون في هذه المقاومة من أجل تحرير الأرض والإنسان في آن معاً”.
وشدد على أن حزب الله “يولي أهمية استثنائية في هذه المرحلة لخدمة الناس وبناء الدولة “كما بذلنا الاهتمام الكبير في السابق لبناء المقاومة وعملها، ولذلك نحن نتابع على مستوى الحكومة والمجلس النيابي بما يجعل الناس قادرين على أن يتابعوا حياتهم، ولقد اغتاظ الغرب وأميركا أن لنا وزراء داخل الحكومة، ولكن لا يمكن للحكومة أن تنطلق من دون وجود وزراء حزب الله، لأن حزب الله جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الذي اختار نواب حزب الله”.
وحول الموازنة، قال سماحته “إننا نناقش اليوم الموازنة في مجلس النواب، فالحكومة اللبنانية تتحمل من اليوم مسؤولية أن تناقش السياسة الاقتصادية في لبنان، وبالتالي ما هو موقف الحكومة اللبنانية من السياسة الزراعية والصناعية والتجارية والسياحية والتعليمية والخدماتية؟ فهذه عناوين ستة تحتاج إلى أن تهتم بها الحكومة اللبنانية لترسم سياساتها على هذا الأساس، فتوفر فرص عمل، وتحمي الانتاج اللبناني، وتنهض بالاقتصاد، وإلاً إذا استمرت المناقشات على قاعدة الموازنة، فإنها ستحقق تخديراً مؤقتاً، ولا تحقق نقلة نوعية، النقلة التي تكون بدراسة السياسات الاقتصادية التي تتحمل مسؤوليتها الحكومة.