إزاحة الستار عن منظومة “15 خرداد” الإيرانية التي تفوقت على منظومتي بوك الروسية وباك الأمريكية (صور)
متابعات | 13 يونيو | مأرب برس :
لقد نجحت الأيادي الإيرانية خلال السنوات القليلة الماضية في تصميم وتطوير مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية وتمكّنت أيضاً من صناعة وتطوير الكثير من الصواريخ المضادة للطائرات، خاصة بعدما أكد قائد الثورة الإسلامية السيد “علي خامنئي” خلال تصريحاته على إعطاء الأولوية للدفاعات الجوية والصاروخية.
لذلك، فلقد تمكّنت الأيادي والخبرات الإيرانية من إنتاج العديد من المنتجات الصاروخية والمضادة للطائرات الجيدة حتى يومنا هذا وتستمر أيضاً الجهود الإيرانية لتحسين قدرات الدفاع الجوي للبلاد وحول هذا السياق، تم إزاحة الستار قبل عدة أيام عن منظومة الدفاع الجوية الإيرانية الجديدة “15 خرداد”.
يذكر أن هذه المنظومة الجوية الإيرانية الجديدة المعروفة باسم “15 خرداد” تفوقت على منظومة الدفاع الجوية “بوك إم 3” الروسية ومنظومة الباتريوت الأمريكية “باك 1″، وتتمتع أيضاً هذه المنظومة الإيرانية بإمكانات متطوّرة تمّكنها من الوصول إلى مسافة تقدر بـ 100 كيلومتر.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه المنظومات الجوية والصاروخية تعتبر العمود الفقري للقوات الجوية الإيرانية والتي تعتمد عليها كثيراً.
صواريخ “صياد” الدفاعية والمضادة للطائرات
لقد نجحت القوات المسلحة الإيرانية خلال السنوات الماضية من القيام بالعديد من عمليات الهندسة العكسية، واستنساخ صواريخ قياسية أطلق عليها اسم صواريخ “محراب”، وتم تثبيتها على الزوارق العسكرية العائمة، ويقدّر مدى صاروخ “محراب” بحوالي 30 إلى 40 كيلومتراً، والطراز الجديد من تلك الصواريخ هي صواريخ “صياد 2”.
إن هذا الصاروخ هو في الواقع نسخة مطوّرة من الصاروخ “صياد 1” أرض جو القادر على الوصول إلى ارتفاعات أعلى وإصابة أهدافه بدقة أكبر، وله نظام توجيه تركيبي، وقدرة عملانية عالية.
إن صاروخ “صياد 2” هو “صاروخ دفاع جوي خاص للمدى المتوسط والارتفاع العالي، وقد صمّم وفق التكنولوجيا الحديثة في العالم، وقادر على تدمير مختلف أنواع المروحيات، والطائرات من دون طيار، والأهداف ذات السطح المقطّع الراداري الواطئ، ويحظى بسرعة وقدرة مناورة عالية في نطاقه العملاني، كما أن القدرة العالية ضد الحرب الإلكترونية والتعقّب الآلي والمستقلّ للأهداف يعتبر من المميزات الأخرى لهذا الصاروخ.
صاروخ صياد 2
وفيما يخصّ الإمكانيات العملانية لصاروخ “صياد 2″، فيمكن الإشارة إلى أن من الخصائص المهمّة لهذا الصاروخ في المجال العملاني هو امتلاكه نظام التخفي، وامتلاكه نظام توجيه مزدوج، وإمكانية التتبع التلقائي، والمستقلّ للأهداف المعادية، ومن أساليب التوجيه لهذا الصاروخ هو امتلاكه لرادار فعّال أو نصف فعّال وأسلوب عمل الرادار نصف الفعّال يشبه تتبع مصدر التشويش الالكتروني أي قابلية التصدي للحرب الكترونية ووقود هذا الصاروخ هو من النوع الجامد على عكس الصواريخ القديمة، حيث لهذا الصاروخ قابلية التخزين بسهولة، ولسنوات عدّة ولا يحتوي هذا الصاروخ على توصيلات أنبوبية كما في الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل ما يجعله نسبياً أخف وزناً ويعبّأ فيه الوقود الصلب ويخزّن لحين الاستعمال، ويمكن خزنه لسنين عدة دون تغيير، ويساعد الوقود الصلب على توازن الصاروخ بصفة عامة أثناء الطيران.
وفي سياق آخر فإن“صياد 3″ هو صاروخ دفاعي، ويعتبر نسخة مطوّرة من منظومة صواريخ “صياد” ولقد أعلنت إيران تدشين خط إنتاج جديدة منه يوم 22 يوليو 2017 بهدف الوقوف في وجه التهديدات الجوية المتوسطة والبعيدة المدى، وتمتلك منظومة صواريخ “صياد 3” مدى بحدود 120 كيلومتراً وتستطيع التحليق على ارتفاع 27 كيلومتراً، وقد صُمّمت من أجل الوقوف في وجه التهديدات الجوية المتوسطة والبعيدة المدى ولقد صمّم صاروخ “صياد 3” وفقاً لآخر التقنيات المتبعة حديثاً، وهو قادر على التعامل مع مختلف أنواع التهديدات كالمقاتلات الحربية التي تستطيع التخفي عن الرادار ومنها الطائرات من دون طيار وصواريخ كروز والحوامات، ومختلف أصناف الطائرات الحديثة التي تستطيع المناورة على ارتفاع عالٍ وبسرعة كبيرة، ويمتلك صاروخ “صياد 3” إمكانية التوجيه المركّب، وهو “مجّهز بوسائل بحث فعّالة وشبه فعّالة، وكذلك وسائل بحث بالأشعة ما دون الحمراء”، وله قدرات متطوّرة للتعامل مع مختلف أصناف الحرب الإلكترونية.
صاروخ صياد 3
منظومة “15 خرداد”، أحدث عضو في عائلة الدفاعات الجوية التابعة للجيش الإيراني
أفادت العديد من وسائل الإعلام بأن مراسم الكشف عن منظومة الدفاع الجوية “15 خرداد” أقيمت بحضور وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد “أمير حاتمي” وقائد قوة الدفاع الجوي للجيش الإيراني العميد “علي رضا صباحي فرد”، حيث تمّ تسليم هذه المنظومة إلى قوة الدفاع الجوي للجيش الإيراني، وفيما يتعلّق بمنظومة “15 خرداد” للدفاع الجوي، قال وزير الدفاع الإيراني: إن شبكة الدفاع الجوي الشاملة للبلاد تحتاج إلى مجموعة من المنظومات الدفاعية مختلفة المدى بدءاً من عدة كليومترات وصولاً إلى مئات الكيلومترات، ومن هذا المنطلق يمكن لهذه المنظومة رصد المقاتلات والطائرات المسيرة من بعد 150 كم وتتبعها حتى 120 كم، كما ويمكنها رصد الأهداف الخفيّة على بعد 85 كم وإصابتها على بعد 45 كم منها.
وتابع وزير الدفاع الإيراني قائلاً: “يمكن لهذه المنظومة رصد وتتبع 6 أهداف في آن واحد واستهدافها وتدميرها، ومن ميزاتها الأخرى هي قدرة التحرّك العالية وقدرتها على التهيؤ للحرب والدخول في العمليات خلال أقل من 5 دقائق”.
القاذفة الرباعية وصاروخ صياد 3 التابعة لمنظومة الدفاع الجوية “15 خرداد”
وأكد وزير الدفاع الإيراني على ضرورة امتلاك منظومات الدفاع الجوي، قائلاً: “في ظل العقوبات المفروضة وعدم منح مثل هذه المنظومات من قبل سائر البلدان، يتمّ التركيز حالياً على تصميم وصنع هذه المنظومات محلياً داخل البلاد، كي يتم توفير الغطاء الجوي الجيد والمتطوّر بقابلية مواجهة ميدانية للأسلحة الاستراتيجية للعدو، كالمقاتلات وقاذفات الشبح والصواريخ البالستية وصواريخ كروز وأنواع طائرات الدرون، فمن هذا المنطلق تحظى منظومات الدفاع الجوي المتوسطة والطويلة المدى بأهمية بالغة في تعزيز القدرة الردعية للبلاد والحفاظ على المنشآت الحيوية والمدنية مقابل التهديدات الجوية”.
إطلاق قاذفة صاروخ صياد 2 مجهزة بقاذفة ثنائية الموجات
القاذفة الرباعية بجوار رادار مكافحة الحرائق التابع لمنظومة “15 خرداد”
وأضاف وزير الدفاع: إن هذه المنظومة مزودة برادار مرحلي مع إمكانية الاشتباك المتزامن مع عدة أهداف ولها منصّات إطلاق مستقلّة يستخدم فيها صاروخ “صياد 3“.
وأوضح بأن المنظومة قادرة على الاشتباك المؤثّر مع أهداف جوية بقدرات هجومية عالية مثل طائرات الاستطلاع وقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية، وقال: إن هذه المنظومة قادرة على تدمير أهداف كروز إن كانت موجودة في نطاقها، واعتبر قدرة الفاعلية العالية في مستويات السيطرة وتوجيه العمليات وقدرة التحرك العالية وفترة إبداء ردّ الفعل القصيرة من الخصائص الأخرى لهذه المنظومة، وأضاف: إن هذه المنظومة يمكنها الاشتباك في مدى عملاني عالٍ ونطاق واسع مع أهداف موجودة في ارتفاع يتراوح ما بين 27 إلى 150 كم ومدى يتراوح ما بين 7 إلى 75 كم.