أوروبا تسقط في إختبار الإتفاق النووي
متابعات | 12 يونيو | مأرب برس :
يصاب المراقب السياسي لمواقف وتصريحات المسؤولين الاروبيين، وخاصة الفرنسيين والبريطانيين والالمان، بشأن الاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى الست، وخروج امريكا من هذا الاتفاق، والحظر الذي فرضه الرئيس الامريكي على ايران مرة اخرى، وبدون سبب وجيه، يصاب بصدمة، للانفصال التام لهؤلاء المسؤولين عن حقيقة ما يجري الان بين امريكا وايران.
قبل عام ،عندما خرج ترامب من الاتفاق النووي ، ضاربا بعرض الحائط بكل تواقيع بلاده وحلفائها من الاوروبيين فارضا ، خلافا للقانون الدولي، حظرا تجاريا واقتصاديا كاملا ومطبقا على ايران، شمل حتى الدواء، مهددا كل دول العالم، حتى اقرب واوثق حلفاء امريكا في اوروبا واسيا والعالم اجع، من مغبة شراء النفط الايراني، مهددا بايصال صادرات النفط الايراني الى الصفر، مطلقا مئات التهديدات لايران ، اذا ما حاولت الالتفاف على هذا الحظر الظالم، بل رافق تهديداته باجراءات عملية ، حيث ارسل حاملة طائرات ، وقاذفات بي 52 وبطاريات باترويوت بالاضافة الجنود، الى منطقة الشرق الاوسط، مطلقا تهديده الشهير بانه سيمحو ايران من الوجود، لو اعترضت على الحالة التي تفرضها امريكا عليها عنوة.
امام كل هذا الارهاب الامريكي الصارخ والفج والرامي الى تجويع الشعب الايراني،بهدف اذلاله ودفعه للضغط على حكومته للرضوخ للمطالب التعجيزية لترامب وفريقه الصهيوني العنصري، بقيت ايران ملتزمة بالاتفاق النووي بشهادة 14 تقريرا صادرا عن الوكالة الدولية لطاقة الذرية، مانحة باقي المواقعين على الاتفاق النووي ، لاسيما الاوروبيين منهم، مهلة تجاوزت عاما، لتعويض ايران عن الخسائر التي تعرضت لها جراء الحظر الامريكي الاحادي الجانب ضدها، للالتزام بتعهداتهم وفقا للاتفاق النووي الذي وقعوا عليه.
الملفت ان اوروبا التي كان من المفترض ان تدافع عن سيادتها وكرامتها وسمعتها ومنزلتها دورها في العلم، بعد ان مرغها ترامب بالوحل، عبر الدفاع عن الاتفاق النووي، ومن خلال تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية مع ايران، نراها لا تفعل ذلك فحسب، بل اخذت تتودد الى ترامب وتكرر مطالبه الخارجة عن نطاق الاتفاق النووي، كحرمان ايران من برنامجها الصاروخي ومنعها من دعم حركات المقاومة ضد الكيان الصهيوني.
مايثير الاستغراب، ان فرنسا وبريطانيا والمانيا، وهي الدول التي مازالت تواقيعها موجودة على الاتفاق النووي، لم تتخذ ادنى خطوة عملية يمكن ان يستشف منها، التزاما ولو بسيطا بتعهداتها في اطار الاتفاق، بينما اخذت هذه الدول تطالب ايران بضرورة اخضاع برنامجها الصاروخي الدفاعي، ودورها الاقليمي، للمفاوضات وفي اطار الاتفاق النووي!!.
وما يثير الاستغراب اكثر، هو المطالبة المتكررة للمسؤولين الاوروبيين لايران ،ومن بينهم وزير الخارجية الالماني الذي يزور ايران حاليا، ان “تلتزم” بالاتفاق النووي، محذرين ايران من تداعيات الخروج منه او انتهاكه، في موقف يعكس بلادة سياسية اكثر منها دبلوماسية، فالاوروبيون بهذه المواقف يظهرون حجم تبعيتهم وذيليتهم لامريكا، وإلا يكفي نظرة سريعة على التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، آخرها التقرير رقم 15 ، الذي اكد مرة اخرى التزام ايران الكامل بالاتفاق النووي.
اذا كان الاوروبيون يمتلكون الشجاعة الكافية، كان عليهم ان يوجهوا النقد الى الجهة التي انتهكت الاتفاق النووي ، واهانت الحلفاء الاوروبيين وداست على القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، معممة قانون الغاب على العالم اجمع بالترهيب، وهذه الجهة هي امريكا وليست ايران، ولكن للاسف الشديد : لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.