ترامب يهدد إيران وعينه على أموال السعودية!

متابعات | 23 مايو | مأرب برس :

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إيران ستواجه “قوة هائلة” إن هي حاولت فعل أي شيء ضد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مضيفا أنها أبدت عدائية شديدة تجاه واشنطن. ويوم الإثنين كان ترامب كتب في تغريدة له: اذا “أرادت إيران القتال فستكون النهاية الرسمية لها. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبدا”.

في الحقيقة ليس هناك من يأخذ “تغريدات” دونالد ترامب على محمل الجد، حتى ترامب نفسه، فالرجل يقول الشيء ونقيضه، ليس في اليوم الواحد، بل حتى في التغريدة الواحدة. والسبب في تذبذب مواقفه وتناقضها، يعود إلى ان الرجل تاجر وسمسار ودون مبادئ، يرفع منسوب كلامه، تهديدا كان أم تهدئة، وفقا للعرض والطلب، المهم أن يبتز من يمكن ابتزازه.

وهنا فإن الابتزاز موجه إلى السعودية، فالجميع يعرف أن ترامب يخاطب السعوديين بالتحديد عندما يهدد ايران، من باب اياك اعني واسمعي يا جارة، للاستمرار بحلبهم، وإلا فانه يعرف ليس هناك من يؤيده حتى في اطلاق التهديدات اللفظية ضد ايران، حتى بين اقرب حلفائه في الاتحاد الاوروبي ولا حتى الناتو، ناهيك عن روسيا والصين، باستثناء الفريق “ب” طبعا، الذي يسعى لتوريط ترامب في حرب مع ايران.

واللافت في الأمر، ان تقارير غربية، وخاصة أمريكية، تحدثت عن تخوف الامارات وحتى الكيان الصهيوني، وتراجعهما عن التأييد المطلق لجر أمريكا الى حرب في المنطقة خوفا من تداعياتها التي ستكون كارثية عليهما. خاصة اذا تبين ان ايران توجه آلاف الصواريخ نحو المصالح الحساسة في الخليج والكيان الصهيوني والقواعد الأمريكية بالمنطقة، وهي تنطلق آليا بمجرد تلقي ايران اول ضربة معادية.

ويعرف ترامب وقبله الكونغرس والعالم اجمع، أن اي مغامرة عسكرية، حتى لو كانت محدودة، في الخليج فإنها تعني قطع الشريان الذي يمد العالم بالطاقة، وبالتالي ضرب الاقتصاد العالمي بالصميم.

ويرى المراقبون أن ترامب يحاول فقط الضغط على ايران من خلال اطلاقه مثل هذه التهديدات، ويؤكدون أنه آخر من يجازف في إشعال حرب، لأنها قد تقضي على مستقبله السياسي، وتضرب بعرض الحائط بكل وعوده الانتخابية التي انتخب على اساسها، مثل اعادة الجنود الأمريكيين الى الوطن، والحفاظ على الاسعار المتدنية للنفط، وتوفير وظائف، وبالتالي وقف اهدار المال الأمريكي في الحروب العبثية.

وقد أثار تهديد ترامب لإيران حتى سخرية الامريكيين انفسهم، فهذه وندي شيرمن ، المسؤولة الكبيرة في الخارجية الامريكية في عهد اوباما، ردت عليه بالقول: ان طريقة تعاملك مع كوريا الشمالية لا تنفع مع ايران، بل انها لم تنفع حتى مع كوريا الشمالية نفسها.

اما السيناتور الأمريكي كريس مورفي فقال اذا كان إبني، التلميذ في الرابع الابتدائي، قائدا عاما للقوات المسلحة، لكتب مثل هذه التغريدة.

في حين قال مايك مكفال سفير أمريكا السابق في روسيا: ان ايران عمرها “رسميا” آلاف السنين، ومن المؤكد انها ستبقى بعد رئاسة ترامب ايضا.

ومهما كان ترامب يبدو احمقا ومتهورا، ولكنه ماض حتى الآن بتنفيذ وعوده الانتخابية، ومنها انه وعد بـ”حلب السعودية” لأن عليها ان تدفع لقاء الخدمات الأمريكية، ومنها الحفاظ على العرش السعودي، إذ أن آل سعود لن يتمكنوا من البقاء اسبوعين في السلطة دون الدعم الأمريكي. وهنا لابد من بعبع يخوفون منه، ومن افضل من ايران، يخوفون به أنظمة الخليج. وسيبقى الحبل على الجرار، كلما اراد ترامب، بل حتى الرؤساء الأمريكان القادمين، حلب هذه الانظمة يلوحون لها بوجود الخطر الايراني عليهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى