الوحدة وضرورة تحرير الجنوب؟
مقالات | 22 مايو مأرب برس :
بقلم / زيد البعوة
في هذه الأيام التي تتوافق مع الذكرى التاسعة والعشرين لعيد الوحدة اليمنية وفي ظل الوضع الراهن الذي يعيشه اليمن بسبب العدوان الأمريكي السعودي يحتفل شعبنا بهذه الذكرى رغم الظروف الصعبة والأوضاع المعقدة خصوصاً في الجنوب اليمني المحتل الذي يعيث فيه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي فساداً ويمارس ابشع الجرائم ويرتكب المحرمات وينتهك حدود الله وينهب الثروة ويبني القواعد العسكرية ويعمد الى تغيير الهوية اليمنية ويبني السجون ويعذب الناس ويغتصب النساء والأطفال وحتى الرجال ويقتل الجميع بلا استثناء الى درجة انهم جعلوا من المحافظات الجنوبية التي ترزح تحت الاحتلال مسرحاً لارتكاب الجرائم الفظيعة
لقد حولت دول العدوان المحافظات اليمنية الجنوبية المحتلة مسرحاً لتنفيذ العمليات العسكرية والإجرامية ضد الشعب اليمني وعملت على تجنيد أكبر قدر من الجنوبيين كمرتزقة لها ضد بلدهم وشعبهم وللدفاع عن المحتلين المستعمرين وحماية الحدود السعودية من الجيش واللجان الشعبية وجعلت من الجنوب وكراً وساحة للصراع وإثارة المشاكل والفتن تحت عدة عناوين منها التشطير والانفصال والتحرر والمناطقية وغير ذلك لكي تضمن بقاء استعمارها وسيطرتها على الجنوب ومقدراته وخيراته.
في الجنوب هناك ما نسبته أكثر من 50% من السكان غير راضين بالوضع الذي هم فيه نتيجة صلف وغطرسة وطغيان تحالف العدوان الذي مارس بحقهم أبشع الجرائم من قتل واغتيالات واغتصابات وغير ذلك لهذا هناك حالة من السخط في اوساطهم على العدوان ويتمنون التحرر والاستقلال وعندما بدأت بوادر التحرير تلوح في الأفق انطلقوا بكل قوة لمؤازرة الجيش واللجان الشعبية لتحرير أنفسهم وبلادهم ولكن هناك اخرين يعيشون حالة ارتزاق منقطع النظير الى درجة ان العدوان يلعب بهم كالدمى ويحركهم بالريموت كيفما يريد ويوجههم في الاتجاهات التي يرغب.
وبعد ان تقدم رجال الجيش واللجان الشعبية في الضالع وسيطروا على مناطق شاسعة جن جنون العدوان وفشلت مخططاتهم وهزموا نفسياً وعسكرياً لهذا يعمدون إلى استخدام حرب نفسية وإعلامية في أوساط الجنوبيين يحاولون ان يزرعوا في نفوسهم الخوف من إخوانهم اليمنيين أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يبذلون أرواحهم ودماءهم في سبيل الله وفي سبيل تحرير الجنوب. الآن القوات المسلحة صرحت للجميع وطمأنت سكان الجنوب وذكرتهم من هو العدو الحقيقي ومن هو المحتل ومن هو صاحب الأرض.
والعمليات العسكرية التي ينفذها رجال الجيش واللجان الشعبية في الجنوب وخصوصاً في محافظة الضالع ومديرياتها هي في إطار معركة التحرير التي ستطال كل شبر من ارض اليمن وهناك الكثير من أبناء الجنوب الشرفاء الأحرار يساندون الجيش واللجان ويقفون الى جانبهم ضد العدوان ومرتزقته لأنهم قد ذاقوا الويلات وأدركوا ان الحرية والاستقلال هي الخيار الوحيد وان الشعب اليمني شعب واحد لا يمكن ان يتشرذم ويتمزق لمصلحة المستعمرين.
وما على دول العدوان أن تدركه جيداً هو أن الشعب اليمني في الشمال والجنوب صار يعرف مصلحة نفسه بعد أن تكشفت الحقائق واتضحت الأمور واتضح للمغرربهم ان العدوان لم يأت من اجل ما يسمى الشرعية ولا لمحاربة إيران بل جاء مستعمراً محتلاً مجرماً ينهب ويقتل ويبني مستعمرات وقواعد عسكرية ويريد ان يجعل من الجنوب ميدانا لتمرير مشروعه الاستعماري لليمن بشكل عام ولهذا لكي تكون هناك وحدة حقيقية وحرية واستقلال لا بد من تحرير الجنوب.