“فايننشال تايمز”: النعرات الوطنية بالسعودية باتت تتسم بالعدوانية
متابعات | 9 مايو | مأرب برس :
سلطت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، الضوء على ما وصفته بـ”تنامى المشاعر القومية في السعودية أو ما يسمي بـ”النعرة الوطنية”، لدرجة محاولة بعض السعوديين التعبير عن هويتهم بطرق عدوانية، وذلك على النقيض مما كان يحدث قبل حكم القيادة الحالية للمملكة.
وأشارت الصحيفة إلى أن موجة من الوطنية المتطرفة غمرت المملكة منذ صعود ولي العهد “محمد بن سلمان”، مؤكدة أن مساعدي “بن سلمان” يحاولون توظيفها سياسيا لحمايته، حتى أن أي إشارة معارضة صغيرة ربما تقود صاحبها إلى السجن.
وأضافت أن الكثيرين في المملكة يخشون استهدافهم، إذا لم يظهروا الولاء الكافي لولي العهد، وربما يكلفهم ذلك سمعتهم ووظائفهم وحتى حريتهم.
وذكرت الصحيفة أن ساحات مواقع التواصل الاجتماعي تعد بمثابة ساحة لشن هجمات ضد المعارضين.
ونقلت عن أحد المهنيين الشباب الذي تعرض لهجمات من النوعية السابقة قوله:” ليس مجرد تصيد، إنها بلطجة إلكترونية.. وقد تكون حملة عبر الإنترنت للزج بنا في السجن”.
ونوهت الصحيفة إلى أن السعوديين يتبعون في هذا الصدد مستشاري البلاط الملكي، الذين استخدموا وسائل التواصل للترويج بقوة لدعم خطط “بن سلمان” الاقتصادية وسياسته الخارجية الحازمة.
وأشارت إلى أن السعودية كانت تتصارع مع مسألة الهوية الوطنية منذ تأسيسها عام 1932 وأنه على مدى عقود كانت المدارس تعلم الأطفال أنهم مسلمون أولا، وعربا ثانيا، وسعوديون ثالثا.
ولكن بعد هجمات سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة سعت الحكومة السعودية لتعزيز الشعور بالهوية لمواجهة التطرف، وفقا للصحيفة.
وأضافت أن الحكومة السعودية تبنت نهجا محسوبا بدأ بسلسلة من “الحوارات الوطنية”، وبدأت المملكة تحتفل رسميا باليوم الوطني عام 2005 من خلال مظاهر لم تكن مألوفة من قبل وهو ما اعتبره أحد الأكاديميين الشباب “شيئا جديدا جدا”.
وقال الأكاديمي: “لم نعتد الوقوف للنشيد الوطني”. وأضاف أنه فوجئ بعدم وجود رد فعل على هذه النعرة القومية من “أصحاب النفوذ الديني”.
وقالت الصحيفة إن تنامي القومية أضاف إلى ما يشعر به البعض أن هناك سرعة مذهلة في التغيير مليئة بالتناقضات.
واستشهدت بإحدى السيدات التي قالت “لقد نشأت في جيل كان يرى الأشياء بمنظور الدين.. ثم بين عشية وضحاها نُحي الدين جانبا دون ضخ قيم اجتماعية جديدة، وهذا ما يقلقني”.
وأضافت السيدة أنه في يوم من الأيام يمكن وصمها بأنها إسلامية وفي اليوم التالي ليبرالية.