الإرهَاب وجماعاته من منظور أمريكي!!
مقالات | 8 مايو | مأرب برس :
بقلم / منصور البكالي
لا نحتاج إلى الكثير من الجهد للكشف عن السياسة الأمريكية المستخدمة لشماعة الإرْهَــاب ضد خصومها وخصوم الكيان الصهيوني.
بقدر ما نستذكر ونراجع، قرّرت الولايات المتحدة حول شماعة وذريعة الإرْهَــاب، بداية من حركة طالبان عندما صنفتها أمريكا بالجماعة الإرْهَــابية فصفق لها الجميع فشنت الحرب على أفغانستان وقامت باحتلالها وتصدير عناصرها إلى الكثير من البلدان العربية والإسْــلَامية بحجة الهروب من أفغانستان، وفتح مراكز ثقافية وتدريبة بتمويل سعوديّ أمريكي، تمهيدا للتوسع في المشروع الاستعماري للمنطقة تحت حجة محاربة الإرْهَــاب.
وَبعد احتلال افغانستان ونهب ثرواته وصناعة حكومة من عُمَلَاء المخابرات الأمريكية، كانت العين الأمريكية على اليمن وسوريا والعراق وليبيا، في سنوات متتالة فمولت تلك التنظيمات ودفعتها لشن عمليات إرْهَــابية هنا أَو هناك بحجة التواجد والتعاون مع الحكومات في محاربة الإرْهَــاب والكلام يطول حول التفاصيل إلى أن أوجدت الدول الراعية للإرْهَــاب ما سُمِّيَ بداعش في العراق والشام، فعززت الولايات المتحدة تواجدها العسكريّ في سوريا وأطالت مدة البقاء في العراق بعد تسليم الموصل وعدد من المحافظات العراقية النفطية لتلك العناصر من قبل المحتلّ الأمريكي.
اما في اليمن فكاد أنصار الله أن ينهوا الذريعة الأمريكية وقاموا بمحاربة عناصرها التكفيرية إلى داخل المحافظات الجنوبية بعد ثورة 21 سبتمبر 2014م، بعد تطهير هم للمحافظات الشمالية، فعملت الإدَارَة الأمريكية على تحريك أتباعها واعاقة ثورة 21 من سبتمبر، بفرار الدنبوع واستقالة رئيس الحكومة؛ لخلق مبرّر لعرقلة الجهود المبذولة من قبل أنصار الله في ملاحقة تلك العناصر التي كان التحكم بها من داخل السفارة الأمريكية.
ولن يكون أمام الأمريكي غير خيار شن العدوان على شعبنا اليمني بحجة إعَادَة الشرعية الزائفة وإعَادَة نشر أدواتها من جديد وخلق مبرّر آخر لبقاء واستمرار الهيمنة الأمريكية.
ولكن ما نشهده خلال هذه الفترة الأخيرة عمل خطير وخطيرٌ جداً، منذ بدء اعتبار حزب الله وحركة حماس جماعات إرْهَــابية لسبب وقوفهم في مقاومة الكيان الصهيوني المحتلّ، ونشهد اليوم القرارات الأمريكية التي أدرجت جماعة الإخوان المسلمين في قائمة الإرْهَــاب واعتبارهم منظمة إرْهَــابية يجب محاربتهم.
ليست المشكلة هنا فقط، بل أن المشكلة الكبرى تتمثل في عدم وجود تعاريف محدّدة للإرْهَــاب، وتقديمها بشكل عباءة واسعة يحق للإدَارَة الأمريكية فقط، أن تدخل فيها من تريد، وفْقاً لمصالحها ومُخَطّـطاتها الاستعمارية.
فاليوم إذَا أعلنت جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرْهَــابية، غداً سوف تعلن غيرهم فتكون كُــــلّ مكوّنات شعوبنا العربية والإسْــلَامية تحت رحمة الإدَارَة الأمريكية ما لم، فسنكون جَـميعاً في تلك القائمة وللإدَارَة الأمريكية والمجتمع الدولي المسيطر عليه من قبلها حَــقّ تقرير الحرب علينا، هنا أَو هناك كما هو حاصل اليوم، فتحتل كُــــلّ شعوبنا، وتصادر حريتنا وكرامتنا، وتنهب ثرواتنا وتسلب ارادتنا، تحت مبرّر محاربة الإرْهَــاب وانت وهو إرْهَــابيين ويحق للأمريكي ومن معه من العُمَلَاء القضاء عليك وعلى شعبك والتحكم في كافة القرارات، والاحتلال المباشر بهذه الذريعة التي حذر منها السيد الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- في ملزمة خطورة دخول أمريكا اليمن بهذه الذريعة في عام 2002م.
ومن هذا المنطلق ادعوا جميع المكوّنات السياسيّة والمذهبية في شعوبنا العربية والإسْــلَامية إلى نبذ التفرقة والعنصرية والمذهبية، والتحَــرّك الفوري نحو توحيد الصفوف لمواجهة هذه المؤامرة الخطيرة التي تستهدف شعوبنا وديننا وكتابنا وهُويَّة أمتنا، سعيا لاحتلالنا وتسليمنا للكيان الصهيوني وأدواته من الخَوَنَـة والعُمَلَاء.
مع الاشارة إلى أن السياسة الأمريكية في منطقتنا العربية لا تخدم غير مصالح الكيان الصهيوني وتسعى لتنفيذ مُخَطّـطاته عبرنا وبنا وفينا، لتحقيق أهدَافه في بناء إسرائيل الكبرى.
كما نذكر بأن العمليات الإرْهَــابية في الكنائس المسيحية، وإحراق المصاحف بعد ذلك، هي لخلق حالة سخط وانتقام من قبل المسيحين إلى جانب اليهود، والمنافقين من المسلمين، على مستوى العالم لتعزيز ودعم السياسة الأمريكي والصهيوني تجاه المسلمين، وإيجاد مبرّر لاستمرار الحرب الصليبية الطويلة ضد الشعوب المسلمة، خدمة لليهود المتحكمين بالقرار الدولي والعالمي في هذا العصر.