تقرير سري يكشف المستور.. الإمارات تسعى لمحاصرة سلطنة عُمان وتفاصيل خطيرة عن “حلقة الجواسيس”
متابعات | 7 مايو | مأرب برس :
قال سيغرد نيبور المحلل بمجلة “ناشونال إنترست”، إن هادي حضر قبل فترة اجتماعا برلمانيا في مناطق الحكومة عقد في سيون واطلع على تقرير سري حصل الكاتب على نسخة منه يتعلق بالوضع الأمني في محافظة المهرة.
وما حصل عليه “نيبور” يتمثل في اتفاقين توصل إليهما قادة العشائر في المهرة مع قائد قوات التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
وعقدت الجلسة البرلمانية وسط توتر بين الإمارات العربية المتحدة وعمان حول الحرب في اليمن وقرار السعودية نشر 5.000 جندي على الحدود اليمنية-العمانية بالإضافة لإرسال ألاف المقاتليين من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والسلفيين المتشددين، فيما تحتفظ الإمارات بأرصدة استخباراتية في المهرة.
وكذلك وسط حالة التوتر بين الإمارات وعمان قررت السعودية نشر 5.000 جندي على الحدود اليمنية-العمانية بالإضافة لإرسال ألاف المقاتليين من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والسلفيين المتشددين
ووسط هذه التطورات حكمت محكمة عمانية في 10 نيسان (إبريل) على أربعة إماراتيين وعماني بتهم التجسس، وتم جر الإماراتيين إلى عمان في خريف العام الماضي بعد عملية امنية قبض فيها على العماني الذي جندوه.
وبعد شهر من الكشف عن خلية التجسس ردت السلطان قابوس رسميا على جهود الإماراتيين شراء أراض وعقارات في مناطق استرايجية من البلاد خاصة المنطقة الشمالية. وأصدر السلطان قابوس مرسوما يحظر على المواطنين غير العمانيين ملكية أراض زراعية أوعقارات في البريمي، مسندم، ظفار، الظاهرة ، وسطى، شيناس، ليوا، الجبل الاخضر وجبل شمس والمواقع التاريخية وقرب المناطق الإستراتيجية والأراضي الزراعية.
وزاد من التوتر قيام متحف اللوفر في أبو ظبي بنشر خريطة جعلت محافظة مسندم جزءا من الإمارات، ويشبه التوتر المحاولة السابقة لولي العهد الإماراتي محمد بن زايد الإطاحة بقابوس عام 2011 وإنشاء شبكة من الجواسيس تستهدف الحكومة العمانية وجيشها.
ويرى الكاتب أن قرارَ عمان موقف الحياد في الحرب اليمنية نبع من سياستها الخارجية ولأسباب جغرافية، حيث تمتد الحدود العمانية مع اليمن على طول 288 كيلومتراً بالإضافة للعلاقات القبلية بين العمانيين وسكان المهرة الذين يحمل بعضهم جنسيات عمانية (وسعودية وإماراتية).
واتفق رجال القبائل وقوات التحالف على إدارة محلية للمعسكرات لكن الإتفاق مثل سابقه خرق وبدأت قوات التحالف بجلب مقاتلين من مناطق أخرى مثل أبيان والذين دربتهم الإمارات والسعودية. وعندما وصلوا إلى المهرة قدموا أنهم عناصر في قوة خفر السواحل اليمنية مع أنهم جزء من ميليشيات تعمل خارج الدولة اليمنية.
ولكن الحيلة لها بعد جيوسياسي خاصة أن وزيرالدفاع السابق جيمس ماتيس أثنى على التزام السلطنة بالأمن الإقليمي وتأكد هذا الموقف بزيارة مايك بومبيو لعمان في كانون الثاني (يناير) 2019.
وأحضرت الإمارات قوات تابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي الذي تدعمه أبو ظبي ويطالب بالإستقلال عن بقية اليمن. ومما سيفاقم الوضع في المهرة إغلاق السعودية المعبرين الوحيدين بين عمان واليمن واللتان ينقل عبرهما الجرحى اليمنيون لتلقي العلاج في مستشفى السلطان قابوس في مدينة صلالة.
ويرى الكاتب أن عملية محاصرة عمان اكتملت في نيسان (إبريل) 2018 عندما قامت القوات الخاصة الإماراتية بالسيطرة على ميناء جزيرة سقطرى، ولم يكن الهدف تسهيل وصول الإمارات إلى شرق أفريقيا حيث تستثمر الإمارات في ميناء بربرة الصومالي ولكن زعزعة استقرار عمان من خلال الحصار الإماراتي الإستراتيجي للسلطنة.
وتهدف الإمارات بالبقاء في اليمن ذلك أن محمد بن زايد يرى فيه جزءا مهما من استراتيجية توسيع التأثير الإماراتي إلى البحر الاحمر والقرن الأفريقي، وستعطي سيطرة الإمارات على جنوب وشرق اليمن بما في ذلك الموانئ الرئيسية في المكلا وعدن ومخا وربما الحديدة الإمارات القدرة على التحكم بمعابر التجارة عبر البحر الاحمر وبحر العرب.
ويظهر الصراع الحالي ضد عمان والذي بدأ بسبب حلقة الجواسيس مع الوجود السعودي على الحدود العمانية- اليمنية أن الإمارات ترغب بالضغط على عمان أو تحويلها لدويلة تابعة في لعبتها للسيطرة في محاولتها للهيمنة على شبه الجزيرة العربية ومنطقة شرق أفريقيا.