أزمةُ المشتقات النفطية.. تصعيدٌ اقتصادي خاسر للعدوان
مقالات | 11 أبريل | مأرب برس :
العقيد / عبدالملك علي مقراض
كشفت الأحداثُ والمجرياتُ الماضية على مدى أربع سنوات من زمن العدوان والحصار على اليمن بأن الورقةَ الاقتصاديةَ التي يستخدمُها العدوانُ السعودي الأمريكي، في محاولةٍ منه لتركيع أبناء الشعب اليمني يكون مصيرها الفشل والانكسار، مثلُها مثلُ الورقة العسكريّة والهزيمة في الميدان على أيدي رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في مختلف الجبهات وميادين العزة والكرامة.
تشهدُ العاصمةُ صنعاءُ أزمةً خانقةً في مادَّة المشتقات النفطية “البنزين والديزل”، وهي أزمة افتعلها تحالُفُ العدوان لتضييق الخناق على اليمنيين، والعدوّ من خلال هذا التصعيد بين الحين والآخر والحرب الاقتصادية القذرة وغير أخلاقية يحاول الضغط على القيادة السياسية ممثلةً بالمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ؛ للرضوخ لمطالب قوى الغزو والاحتلال بشأن مدينة وميناء الحديدة التي يسعى العدوّ جاهداً لفرض شروط جديدة خارج سياق اتّفاق السويد تهدفُ إلى الاحتلال الكلي للحديدة وإبقاء الشعب اليمني تحت رحمته كما هو الحال مع المحافظات الجنوبية المحتلّة التي تشهدُ سوءَ العذاب والامتهان والإذلال كُــلَّ يوم.
لم يعد يخفى على أبناء اليمن الذين أبهروا العالَمَ بوعيهم وبصيرتهم وصمودهم ما يخفيه تحالفُ العدوان من مؤامراتٍ ظاهرةٍ وباطنة ومنها المؤامرة على الاقتصاد الوطني وتدمير العُملة الوطنية ورفع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية بعد أن تمكّنت حكومةُ الفارّ هادي من طباعة العُملة الورقية المحلية في الخارج بدون غطاء بلغت ما يقارب تريليوني ريال في أسوأ كارثة اقتصادية تشهدُها اليمنُ منذ 30 عاماً.
الأزمةُ الخانقة التي تشهدها العاصمة صنعاء حالياً في المشتقات النفطية تأتي بعد منع تحالف العدوان دخولَ سفن المشتقات إلى ميناء الحديدة منذُ أسابيعَ، وفي وقت يسيطر الاحتلال الإماراتي السعودي على كُــلّ منابع النفط والثروة وحقول النفط والغاز في شبوة ومأرب وحضرموت والاستحواذ على إيراداتها المالية لحسابها الخاص وبيعها بدون عِلم حكومة المرتزِقة، بالإضَــافَـة إلى السيطرة على كُــلّ المنافذ البرية والبحرية والجوية، الأمر الذي يؤكِّــدُ قطعاً أن الهدفَ الحقيقي لتحالف العدوان على اليمن لم يكن كما يدّعيه زوراً وبهتاناً إعادة ما يسمى الشرعية لفاقد الشرعية الفارّ هادي ومرتزِقته القابعين في فنادق الرياض، وإنما هو من أجل احتلال اليمن ونهب ثرواته وخيراته وموارده والتحكم في موانئه وممراته المائية وتحويله إلى شعبٍ جائع وفقير ينتظرُ الفُتاتَ من المساعدات الغذائية مما تقدمها المنظماتُ الدولية بعد أن جعلت قضيةَ اليمن وأزمتَه الإنسانيةَ وسيلةً للإثراء والكسب غير المشروع برغم امتلاكه ثروةً وخيراتٍ تُغنيه عن مساعدات العالَم.