العدوان السعودي والصمت العالمي.. جريمة سعوان وانتشار مرض الكوليرا

مقالات | 11 ابريل | مأرب برس :

مازالت جرائم العدوان السعودي تحكي قصة جديدة تفطر بها الكثير من قلوب المستضعفين وفي قصة مؤلمة جديدة نفذت مقاتلات ذلك العدوان الغاشم هجوماً بربرياً وحشياً على مدرسة الراعي للبنات الواقعة شرق العاصمة اليمنية صنعاء وبالتحديد في منطقة “سعوان” يوم الأحد الماضي ولقد أدى ذلك الهجوم إلى استشهاد 13 طالبة وإصابة العشرات من الطالبات البريئات وحول هذا السياق أعلنت ​وزارة الصحة اليمنية يوم أمس الاثنين ارتفاع عدد قتلى هذا القصف البربري إلى 14 شهيدة وحوالي 90 جريحة.

إن هذه الجريمة الوحشية التي نفذتها قوات العدوان السعودي، أكدت بما لا يدع مجالاً للشك بأن جميع الدول المشاركة في العدوان على اليمن لا تحترم مواثيق حقوق الإنسان والطفل وتؤكد أيضاً الحضور الأمريكي ودوره الكبير في هذا العدوان وحجم إجرام أدواته القذرة في هذا البلد الفقير.

وفي مشهد يفطر القلوب صرخت أم إحدى الطالبات المتوفيات بأعلى صوتها “بنتي ماتت وهي جائعة”، لقد كان هذا أحد المشاهد التي يرويها شهود العيان وهم يستدعون صورة تلك الأم الثكلى عندما كانت تبحث عن أشلاء ابنتها التي استعجلت الخروج للمدرسة صباحاً ناسية إفطارها التي اعتادت أن تأخذه معها يوميا. لقد شق صوتها جدران الوجع كلها فأدمت القلوب ومزقتها على قارعة الإنسانية الجوفاء.

إدانات محلية ودولية لهذه الجريمة البشعة

أدانت القوى والأحزاب والمكونات اليمنية الرسمية والشعبية هذه الجريمة التي نفذتها مقاتلات العدوان السعودي يوم الأحد الماضي بمنطقة سعوان السكنية وأدان مجلس الشورى اليمني واستنكر بشدة استمرار الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات وآخرها استهداف طيران التحالف منطقة سكنية بمنطقة سعوان بالعاصمة صنعاء ما أدّى إلى استشهاد وإصابة 105 معظمهم أطفال من طلاب وطالبات المدارس وتضرّر عشرات المنازل المجاورة وناشد مجلس الشورى اليمني المجتمع الدولي ودول العالم المحبة للسلام والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تحمل المسؤولية تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني بالتدخل السريع لإيقاف العدوان السافر ورفع الحصار الذي دخل عامه الخامس.

من جانبه قال المكتب السياسي لأنصار الله إن جريمة العدوان الأمريكي السعودي في الحي السكني بمنطقة “سعوان” أكدت الحضور الأمريكي ودوره الكبير في هذا العدوان وعكست حجم الإجرام لأدواته من النظام السعودي والإماراتي وأوضح المكتب السياسي في بيان أن هذه الجريمة البشعة التي أدت إلى استشهاد وجرح العشرات أغلبهم من الطالبات تأتي في إطار مسلسل القتل والإجرام اليومي بحق اليمن أرضاً وإنساناً.

وفي السياق نفسه، أدانت أحزاب اللقاء المشترك بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي الأمريكي باستهدافه مدرسة ومنازل مواطنين في منطقة سعوان بالعاصمة صنعاء وأدت إلى سقوط 100 شهيد وجريح معظمهم من الطالبات. وأكدت أحزاب اللقاء المشترك في بيان أن هذه الجريمة تكشف تواطؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة وتعرّي دورهما المفضوح المشارك مع العدوان من خلال صمته المطبق.

من جهتها أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن “ليزا غراندي”، ضرورة بذل جميع الجهود لفهم الظروف الحقيقية التي أدّت إلى مأساة استشهاد وجرح أكثر من 105 طالبات في صنعاء يوم الأحد الماضي وقالت “غراندي”، في بيان صحفي، إن حماية السكان والبنية الأساسية المدنية هي مبدأ أساسي في القانون الإنساني الدولي وذكرت أن تلك المبادئ تُنتهك، حتى في الوقت الذي نكافح فيه لمعالجة أسوأ أزمة أمن غذائي في العالم وواحدة من أسوأ حالات تفشي الكوليرا في العصر الحديث.

التعنّت السعودي يؤدي إلى انتشار مرض الكوليرا في اليمن

تفاقمت أزمة انتشار مرض الكوليرا المميت في اليمن على مدار الأعوام الأخيرة، خصوصاً بعدما زاد العدوان السعودي الإماراتي من هجماته البربرية والوحشية على الكثير من الأحياء والمناطق السكنية في كل المحافظات اليمنية والتي سرعان ما تحوّلت لحرب مدمرة، ولهذا فلقد صرّحت العديد من المصادر المحلية والدولية بأن هذا العدوان الغاشم كان سبباً أساسياً في انتشار هذا المرض القاتل في العديد من مناطق اليمن.

من جانبه حمّل رئيس الوزراء اليمني الدكتور “عبد العزيز بن جبتور” تحالف العدوان بقيادة السعودية مسؤولية انتشار وباء الكوليرا وبقية الأمراض في البلاد لافتاً  إلى أن الحرب والحصار من قبل تحالف الحرب على الشعب أثرا كثيراً على حياة وصحة اليمنيين وفي سياق متصل قال وزير الصحة اليمني الدكتور “طه المتوكل” إن إجمالي عدد الحالات المصابة بوباء الكوليرا في اليمن خلال الأشهر الثلاثة الماضية بلغ 162 ألفاً و 463 شخصاً توفي منهم 327 شخصاً، مؤكداً أن الوباء بات يشكل تهديداً حقيقياً لحياة الملايين من اليمنيين.

من جهته أكد رئيس الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث الدكتور “القاسم عباس”، على أن انحياز المجتمع الدولي لقوى العدوان رغم الانتهاكات والمجازر المروعة التي قام بها في حق أبناء الشعب اليمني، قد أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.

ودعا الدكتور “عباس”، المنظمات الدولية والحقوقية العاملة في اليمن إلى الخروج عن الصمت إزاء ما يتعرّض له الشعب اليمني من جرائم حرب خاصة النساء والأطفال، وإدانة جريمة “سعوان”، وتنسيق الجهود لمواجهة وباء الكوليرا ومحاصرته وتكثيف التوعية به.

يذكر أن المنظمات الأممية العاملة في اليمن عقدت يوم أمس الاثنين اجتماعاً طارئاً للوقوف أمام الجريمة التي ارتكبها العدوان بحق طالبات مدرسة “الراعي” في حي سعوان السكني شرق العاصمة صنعاء وانتشار وباء الكوليرا وفي نهاية هذا الاجتماع أدانت تلك المنظمات الأممية الصمت العالمي تجاه كل هذه الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها قوات تحالف العدوان السعودي بحق الشعب اليمني المظلوم.

“الوقت التحليلي”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى