اليمن بين تجار الأسلحة وساسة الموت
مقالات | 26 مارس | مأرب برس :
بقلم / هدى علي
أربعة أعوام تمر على تدويل الحرب في اليمن، أطراف متنازعة وتدخل خارجي وحرب لا سبيل إلى الانتهاء منها، أربعة أعوام ودماء اليمنيين تسيل على أرصفة الطرقات، وفي مقاعد المدارس، أربعة أعوام والأشلاء تتناثر هنا وهناك، على جدران الأبنية، وتحت الأقدام.
أربعة أعوام واليمن يعيش حياةً مليئة بالأحداث التي توضحت من خلالها ردود الفعل الدولي الذي يدل على أن اليمن وقع فريسة حرب كونية كنظيرتها سوريا التي عانت ثمان سنوات عجاف من قتل وتدمير وخطف.
الأدهى من ذلك أن المجتمع الدولي عاجز تماماً عن إيجاد حل للأزمة المتأرجحة؛ وكأن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن تذوب حينما تقترب من باب المندب، حيث لا مشاريع واضحة لخارطة طريق تنتشل اليمن من الصراع المستمر على ما يبدو.
والملفت للنظر أن اليمن قد تحول إلى مصنع يتم من خلاله إنتاج أنواع متقدمة من الطائرات الهجومية المسيّرة، بالإضافة إلى وجود مخزون استراتيجي من الصواريخ البالستية.
أما أمريكا الدولة الأكثر تلاعباً بالأزمات لها الوجهة الكبرى في استمرار الحرب رغم سوء الأوضاع الإنسانية والتحذيرات التي تطلقها مئات المنظمات الدولية العاملة في الشأن الإنساني.
والمتطلع لمآرب أمريكا يرى أن لواشنطن أهدافها في استمرار الحرب على اليمن والعمل على مساندة السعودية والإمارات وذلك لأهداف اقتصادية، سياسية، كذلك أن الحرب تضغط على أبو ظبي والرياض للارتماء في أحضان ترامب وتنفيذ سياساته في المنطقة، ما دفع هذه الدول إلى التطبيع مع إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية التي تعتبر قضية محورية للأمتين العربية والإسلامية.
وقد تعلمنا جميعاً في الشرق الأوسط أن أفضل طريق لحل الأزمات الداخلية هي طاولة المفاوضات التي ستكون في النهاية فرضا ًعلى الجميع حينما تغدو كل الجيوب التي أسرفت في شراء الأسلحة… خاوية.