المهـرة تحذّر من المساعي الإماراتيـة: لا لـ«الأحزمة الأمنية»
متابعات | 20 مارس | مأرب برس :
بعد نحو 24 ساعة على الاجتماع الذي جمع مسؤولين عسكريين ومحليين، مع وصول لجنة عسكرية شكلها عبدربه منصور هادي لتقصي الأوضاع في محافظة المهرة، حذّرت قيادة السلطة المحلية في جزيرة سقطرى من خطورة المسعى الإماراتي لإنشاء قوة عسكرية موازية للقوات الحكومية على غرار التشكيلات المسلحة في عدن وغيرها.
وحذّر محافظ سقطرى رمزي محروس، من خطورة مساعي الإمارات لإنشاء قوات عسكرية موازية للأجهزة الرسمية، بعد نقلها العشرات من الشباب السقطري إلى مدينة عدن لهذه الغاية.
رفض مساعي الإمارت
وقال مصدر محلي إن محروس حذر من هذا النشاط، وشدد أنه لن يسمح بإنشاء قوات “حزام أمني” في أرخبيل سقطرى طالما أنه مسؤول عن هذه الجزيرة المصنفة كأحد مواقع التراث العالمي.
ونقل المصدر عن محروس قوله في اجتماع رسمي نهاية فبراير الماضي: “لن أسمح بوجود قوات للحزام الأمني في الجزيرة ما دمت مسؤولا عن قيادة السلطة فيها”.
وكانت أبوظبي قد نقلت خلال الأسابيع الماضية عشرات الشباب من أبناء سقطرى على متن سفن تابعة لها إلى مدينة عدن؛ بهدف تدريبهم عسكريا في المعسكرات التابعة لحلفائها هناك فيما تسمى قوات “الحزام الأمني”، التي تشكلت بدعم منها في العامين الماضيين، وهو ما أكده المصدر المقرب من سلطات سقطرى.
وأشار إلى أن سلطات أبوظبي تنتهج سياسة “الخداع”، حيث قامت بدعم قوات الشرطة في الجزيرة بـ20 طقماً عسكرياً، في الوقت نفسه، ترسل عشرات الشباب من داخل الجزيرة إلى عدن وإلى أراضيها على أنهم عمالة، وتقوم بتدريبهم عسكريا؛ تمهيدا لإعادتهم إلى سقطرى.
وفشلت أبوظبي بالإطاحة بمحافظ سقطرى رمزي محروس الموالي لحكومة هادي، في أغسطس من العام الماضي، بعد أشهر من تفجر الأزمة بين الطرفين، حيث قام موالون للإمارات بالتظاهر والانتشار المسلح في الجزيرة؛ للمطالبة برحيل محروس.
وفي نهاية أبريل 2018، نشبت أزمة غير مسبوقة بين الحكومة الشرعية والسلطات الإماراتية، عقب إرسالها قوات عسكرية سيطرت على مطار وميناء سقطرى، في أثناء وجود رئيس الوزراء السابق بن دغر هناك.
وانتهت الأزمة بوساطة سعودية، في مايو 2018، قضت بأن تقوم دولة الإمارات بسحب قواتها من أراضي الجزيرة ذات الطبيعة الفريدة والنادرة عالميا.
لجنة عسكرية
وشهدت محافظة المهرة، الاثنين، اجتماعاً ضم مسؤولين عسكريين ومحليين، مع وصول لجنة عسكرية شكلها عبدربه منصور هادي لتقصي الأوضاع في المحافظات التي تشهد احتجاجات ضد الممارسات السعودية، فيما شهدت محافظة تعز عملية اغتيال استهدفت ضابطاً في الجيش.
وأفادت وكالة (سبأ) التابعة لحكومة هادي أن اللجنة الرئاسية، المكلفة بالاطلاع على أوضاع محافظة المهرة، برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن عبدالله سالم النخعي، ناقشت مع محافظ المهرة راجح سعيد باكريت، ووكلاء المحافظة ومسؤولين محليين، مجمل الأوضاع بالمحافظة والتحديات الأمنية والمقترحات والحلول التي تضمن بقاء المهرة آمنة مستقرة.
وأعلن رئيس الأركان اليمني، أن “مهمة اللجنة الاطلاع عن قرب على طبيعة الأوضاع في المحافظة، خاصة في الجانب الأمني والعسكري والجلوس مع جميع الأطراف في المحافظة والاستماع لآرائهم وملاحظاتهم ومقترحاتهم”، وذلك “سعياً لوضع الحلول المناسبة والخروج بنتائج عملية تنهي الاختلالات الأمنية الحاصلة منعاً لانزلاق المحافظة في مستنقع الفوضى”.
وتابع النخعي أن “لدى اللجنة صلاحيات كاملة لاتخاذ أي قرارات من شأنها أن تخدم المحافظة، وهناك لجنة من الحكومة ستنزل قريباً إلى المهرة للاطلاع على الجوانب التنموية والخدمية”.
ويأتي الإعلان عن لجنة رئاسة يمنية، في ظل الحراك الشعبي الذي تشهده المحافظة منذ شهور، ضد ممارسات القوات السعودية ورفضاً لوجودها الذي يقول المحتجون إنه غير مبرر ويأتي تحقيقاً لأجندة خاصة.
مواصلة التصعيد
وبالتزامن مع نزول الفريق الحكومي، عقدت اللجنة المنظمة لاعتصام أبناء المهرة السلمي (الاعتصام المناهض للقوات السعودية)، اجتماعاً في مدينة الغيظة مركز المحافظة، وأعلنت عن مواصلتها التصعيد وبالطرق السلمية.
وأعلن المشاركون في الاجتماع، وفقاً لبيان، ترحيبهم باللجنة الرئاسية المشكلة من هادي، وأكدوا تمسكهم بدعم “الشرعية”، ودعمهم الكامل لعمل اللجنة، وطالبوها بـ”الاستماع لمطالب أبناء المحافظة الرافضين لدور محافظ المحافظة راجح باكريت، وتماهيه مع الوجود العسكري السعودي”، حسب البيان.
وتشهد المهرة اليمنية، منذ شهور طويلة، احتجاجات ضد الوجود العسكري السعودي، ويطالب المحتجون القوات السعودية بإخلاء مرافق رئيسية سيطرت عليها في المحافظة الحدودية مع سلطنة عُمان.
وينتقد المشاركون في الاحتجاجات دور حكومة هادي التي يتّهمونها بـ”الصمت” حول “ما يحدث في محافظة المهرة من اختراق للسيادة الوطنية وعسكرة المهرة ومحاولة نقل تجربة العاصمة المؤقتة عدن إلى المهرة”، وفقاً لما جاء في بيان اجتماع اليوم.
(العربي – وكالات)