اليمنُ أيضاً نيوزيلندا يا عرب!
مقالات | 16 مارس | مأرب برس :
بقلم / يحيى صلاح الدين
وإن كنا ندينُ بشدة الحادثَ الإجرامي الذي وقع في نيوزيلندا على مجموعة من المسلمين هناك بينهم نساءٌ وأطفال الا ان هناك تعامياً متعمداً وصمتاً رهيباً لدى المجتمع الدولي ولدى العالم العربي عن مئات المجازر التي يرتكبها تحالُفُ العدوان السعوديّ الأمريكي يومياً بحق الشعب اليمني، هناك حَوَلٌ وانفصامٌ في الشخصية لدى هؤلاء، مواقفهم المتناقضة تلك تؤكّــدُ أنهم جبناء لا يجرؤون على قول الحقيقة بوجه أمريكا والنظام السعوديّ، لكن اليمنيين لم ولن يراهنوا على صمودهم ونصرهم الا على ملك السموات والارض القادر على إركاع الجبابرة وطواغيت الأرض وعلى أيدي اليمنيين بإذن الله البسطاء في إمكاناتهم العظماء بنفوسهم الأبية وأخلاقهم العربية الأصيلة هم أرقُّ قلوباً وألينُ أفئدةً قلما تجدُ عربياً أَو غير عربي تنطبقُ عليه صفةُ (العفو عند المقدرة)، هناك مثل أوروبي يقول: إذَا جئتنا ضعيفاً لن تجد منا إلّا سكاكين قوية.. الأغلبُ عندما تكون لهم مقدرة وقُــوَّة ووجدوا الخصم ضعيفاً فتكوا به إلّا اليمنيون يعفون ويسامحون، في اليمن نزل قول الله تعالى (بلدةٌ طيبةٌ وربٌّ غفور) صدق الله العظيم، وفيها قال رسولُه الكريم الإيْمَــان يمان والحكمة يمانية، وقال (جاؤوكم أهلُ اليمن هم أرقُّ قلوباً وألين أفئدة).
اليمنيون هم الأنصار نصروا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفضّل أن يعيشَ بينهم وترك قريش وأجلافَها، قبلوا بصدر رحب أن يتقاسموا ما يملكون مع إخوانهم العرب الآخرين (المهاجرين).
طباعهم أصيلة، لا زالت الشهامة وإكرام الضيف فيهم ولا زالت بقيةُ الخصال الكريمة حاضرةً وتعيش بينهم، لا يقبلون بالضيم، يغيثون المظلوم ولا يتركونه حتى ينتصرَ، لم يعتدوا طوال الأزمان على الآخرين كما يفعل الأعراب فيهم اليوم.
اليمنيون لا يوجدُ موطئ جُرح وجد لدى العرب إلّا وهبوا لدوائه، فلسطين في قلوبهم يتألّمون على سوريا، يبكون مع العراق، يحزنون على ليبيا، يخافون على السودان، يفرحون لمصر، يجلُّون شهيدَ الجزائر، يتشوقون لأخبار تونس، ينصهرون في العرب، ومع ذلك لا نجدُ للعرب اهتماماً يُذكَرُ مع حجم الظلم الحاصل لليمنيين من قبل أذناب أمريكا في المنطقة صهاينة العرب بني سعود وبني زايد رغم هول ما يعيشونه من حرب.
إنها اليمنُ يا عرب!