أنصارُ اليمن
مقالات | 25 فبراير | مأرب برس :
بقلم / علي الزهري :
السلامُ على اليمن وعلى أهل اليمن وعلى أنصاره وكل محبيه في كُـلّ هذا العالم المتوحش، السلامُ على البلد الجميل الذي لم يسلمْ عبر التأريخ من التهكّم والتطاول ومحاولات الضم والإلحاق والسيطرة والاحتلال والتحكّم بالقرار، لكنه في المُقابل لم يرضَخْ ولم يستكِــــنْ، وكان ولا يزالُ وسيظلُّ مقبرةً لكل الواهمين والحالمين والطامعين والأقزام، كنا نقرأُ ونسمعُ عن بطولات اليمنيين وتصدّيهم للغزاة وكسرهم لجبروتهم ونفخرُ بذلك الرصيد النضالي المُشرف، لكننا اليوم نشاهدُ هذه الروحَ والملاحم رأيَ العين، نعيشُ اللحظةَ ونتنفسُ العزةَ ونتشبَّعُ بالإباء، وأنا خارجَ الوطن العزيز أشعُرُ بالامتلاء والعظمة حين يحدثني أيٌّ كان عن بأس أبطالنا في الجبهات وعن عِزة شعبنا وتشبثه بوطنه، عن عدم حزمه لحقائبه والتوجه إلى الخارج تاركاً اليمنَ لغير اليمنيين، عن عزة نفس اليمني وكرمه حين تتدفقُ قوافلُ الشباب بعتادهم وعُدَّتِهم إلى جبهات الشرف مساندين لأبطال الجيش ويعزّزُهم أهلُهم وذووهم بقوافل المال والغذاء والدواء وكرم عامة الشعب بكثير الدعاء.
الشعبُ العريقُ الذي لم يتخلْ يوماً عن نُصرة اليمن حين قرّر بعضُ المُرتزِقة أن يكونوا أنصاراً لقوى الرجعية والتخلف والإرهاب، وارتضوا أن يتخندقوا في الجهة المعادية حاملين بنادقَ السعودية الكارهة لليمن ومعاولَ الهدم الإماراتية الطامعة فيه، وكُلُّ الخوَنة يعلمون علمَ اليقين أن حججَهم واهية، وأن تحالفَهم ظالمٌ، وأن نصرَهم مُستحيل.
السلامُ على أنصار اليمن العزيز المتسلّحين بالوعي الذي أرهق الغزاة وأربكهم وعرّاهم وفضحهم وأخزاهم، السلامُ على صمود أهلنا وناسنا وعزوتنا الذي أدهش القريبَ والبعيد، أشعُرُ بالرهبة وأنا أحاولُ التعبيرَ عن فخري وحُبّي لليمن وأهله الطيبين الطاهرين.
فالحروفُ تتقزَّمُ أمام لحظةٍ شامخةٍ لأُمِّ شهيد حين تستقبلُ فلذةَ كبدها بكل عظمةٍ ورباطة جأش، مُتفاخرةً بما قدّمَتْ وتؤكّدُ أنه القليلُ في حقِّ وطنها وبلدها، رغم أنها قدمت الغاليَ وقطعةً من روحها الطاهرة.
الكلماتُ كُلُّها باليةٌ، فما نراه لا تُسعِفُنا الكلماتُ لوصفه ولا العبارات لشرحِه، فالصورةُ أبلغُ، والموقفُ أعظمُ، والمشهدُ أكبر، كيف ستسعفُنا الكلماتُ ونحن نقتربُ من مشهدٍ لمجاهد مبتور اليد أو القدَم وهو يهزُّ بصوته عروشَ الطغاة من على مترسه متحزم بعزة اليمني، ومتبندق بشهامته وشجاعته وبأسه وصبره وإقدامه؟!
فعذراً يا شعبَ الشرف والمسامحة نطلُبُها منكم؛ لأَنَّنا لن نتمكّنَ من مجارات مواقفكم الكبيرة، رجالاً ونساءً وأطفالاً، أحزاباً ومكوناتٍ وقبائلَ.
ولأعداء الإنسانية ورعاة التوحش نقول: على أسوار اليمن ستتبدَّدُ أحلامُكم وتتبخرُ أوهامُكم وتفشل تحالفاتُكم وتغرقُ أساطيلُكم وتحرقُ مدرعاتُكم وتأكل الكلابُ جثثَ حثالاتكم..
ومَن عاش خبَّـــر.