أنصارُ الله.. نبضُ اليمن ونبضُ عروبة وإسلام
مقالات | 19 فبراير | مأرب برس :
بقلم / منصر هذيلي* :
عندما بدأ حراكُ أنصار الله منذُ سنوات قليلة عَلَتْ أصواتٌ تسبُّ وتلعنُ وتندُبُ شرعيةَ هادي المغدورة.
كان تقديرُ مراهقي الربيع العربي أن حكومةَ هادي ثورة وأنّ حراك الحوثيين ثورةٌ مضادّة.
لا يُصَدِّقُ عَاقِـــلٌ أنّ ثورةً أصيلةً تفلح إذَا حضرها خليجُ آل سعود. هؤلاء خبثٌ ولا يخرُجُ منهم ولا يأتي من بابهم إلّا نكد.
حضر الخليجيون باكراً جِــدًّا إلى الملف اليمني عبر رهط يمني هو بين الحُمق والعمالة فكانت المبادرة الخليجية. لم تكن ولا تكون واقعاً إلّا مؤامرة خليجية. كان من اليسير إبصار ذلك وبناء التحليل والمقاربة على أَسَاسه، ولكن المصالح غلبت فعمت العيون وربطت كلّ العُقَد الألسن وعربد الزور.
هناك من راهن على استثمار في الدّجل في اليمن وغير اليمن والاستثمار في اليمن كان أقبح.
هل يُصَدِّقُ عَاقِـــلٌ أن آل سعود يشنون حرباً لتتحرّر شعوبٌ وتنعتق، فتكون انتخابات وديمقراطية؟ فهمنا منذ أيام قليلة بالجلاء والوضوح المطلوبين القصدَ من حديث لم ينقطع عن الشرعية. الشرعية يمنياً وعربياً هي ذلك الطريقُ المعبّدُ من وإلى تل أبيب. هي شرعية تمنحُ اللقيط الدخيلَ جوازَ سفر مرسومة عليه كلُّ التأشيرات إلى ما بقي من عواصم عربية. ماذا كان سيأتي من شرعية سورية على ضوء ما نكتشف عن الشرعية اليمنية؟
نعم إن أنصارَ الله اليوم هم نبض اليمن ونبض عروبة، بقي لها بأنصار الله نبض وهم نبض إسْلَام مزّقوه وحوّلوه بأعين العالم إلى غول توحش.
ألمُهم كبيرٌ وجرحُهم غائرٌ، لكنهم لا ينسَون جرحَ فلسطين ولا يزهدون في ألم الفلسطينيين.
لكي لا نقعُ في الفخ مرةً أُخْـرَى؛ ولكي تبقى لنا وفينا بقيةٌ علينا أن نعتمدَ فلسطين بوصلةً ومِحراراً ومقياسَ شرعية. غير ذلك هي كغيرها، وأقصد الشرعية من جميل شعار سحر صهيونية.
* كاتبٌ تونسي