إقالة ثاني مسؤول محلي بالمهرة خلال شهر بسبب معارضته للاحتلال السعودي

متابعات | 19 فبراير | مأرب برس :

واصل الاحتلالُ السعوديّ الإماراتي حملةَ التخلُّص من الأصوات المعارضة في محافظة المهرة، وأقدم، أمس الأول، على إقالة وكيل المحافظة لشؤون الشباب، بدر كلشات، بعد أسبوع من إصدار الأخير بياناً اعترض فيه على إنشاء مليشياتِ ما يسمى “النخبة المهرية” التابعة للاحتلال، ليضاف بهذه الإقالة إلى قائمة طويلة من المسؤولين المحليين الذين تخلص منهم الاحتلال؛ بسبب مواقفهم المناهضة له.

إقالةُ “كلشات” جاءت بقرارٍ من المحافظ المعيّن من قبل الاحتلال، راجح باكريت، الذي كان قد عاد للتوِّ من السعوديّة، وهو ما يؤكّــد أن صاحبَ القرار الفعلي هو الاحتلال، خصوصاً وأن الإقالةَ تأتي بعد أسبوع من بيان أصدره “كلشات” حذر فيه من “ملشنة” محافظة المهرة، من قبل ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للاحتلال الإماراتي، وجاء ذلك البيان رداً على إعلان “الانتقالي” عن بدء تشكيل مليشيات ما يسمى “النخبة المهرية” بالتعاون من التنظيمات التكفيرية.

وأكّــد “كلشات” في بيانه أن تشكيلَ تلك المليشيات يأتي لهدف إثارة الفوضى والدمار داخل المحافظة، مشدّداً على رفض أبناء المهرة لتلك الخطوة وأنهم لا يريدون أن تصبحَ محافظتهم مثل عدن التي تشهد فوضى واسعة.

وجاء قرارُ التخلص من “كلشات” بعد أقلَّ من شهر واحد من إقالة مدير مكتب حقوق الإنسان في المحافظة، علي عبدالله بن عفرار، على خلفية تقرير رسمي أصدره الأخير وشرح فيه العديدَ من الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال السعوديّ في محافظة المهرة، وهي إقالة لم تكن مستغربة أَيْضاً هي الأُخْــرَى، إذ سبقها العديدُ من قرارات الإقالة التي أطاحت بعدد من المسؤولين المحليين الذين كان لهم مواقفُ مناهضة للاحتلال، وعلى رأسهم محافظ المحافظة السابق، ووكيل المحافظة الشيخ علي الحريزي، ومدير الأمن، وغيرهم.

وعلى غرارِ كافةِ القرارات التي استهدفت المسؤولين المعارضين للاحتلال، جاء قرارُ إقالة “كلشات” متضمناً إحالته إلى التحقيق، وهو أسلوبُ تشهير يعتمدُه الاحتلالُ دائماً كنوعٍ من الترهيب لبقية المسؤولين، وليحاول بذلك دعم التهم التي يلفقها للمعارضين، إلا أن كثرة تكرار هذه الخطوة، وتشابه ظروفها، بات يفصح بوضوح عن أن التهمة الحقيقية دائماً تكون انتقادَ الاحتلال لا غير.

وتؤكّــد هذه الإقالات المتكرّرة والمتزايدة، أن سلطةَ المرتزِقة في محافظة المهرة، ليس لها أيُّ وجود سوى كمظهر لتنفيذ رغبات الاحتلال الذي يواجه بالفعل حراكاً شعبياً وقبلياً معارضاً، أجبره قبل أيام على مغادرة معسكر كان قد استحدثه في محمية حوف، ولا يريد الاحتلال أن يمتد هذا الحراك ليشملَ السلطة المحلية، خاصةً وأنه يكثّف جهودَه هذه الفترة بشكل كبير لتثبيت تواجده داخل المحافظة.

ولأنها جاءت ضمن تداعيات تصعيد “الانتقالي” الموالي للإمارات، فقد أثارت إقالةُ “كلشات” استياءَ مسؤولي وناشطي المرتزِقة الذين يتبعون السعوديّة ويعارضون أبو ظبي، والذين سارعوا إلى الاعتراف بالأسباب الحقيقية للإقالة، إذ قال مستشارُ وزير إعلام المرتزِقة مختار الرحبي: إن المحافظ المعيّن من الاحتلال، راجح باكريت، كان يتوجبُ عليه إدانةَ تجنيد مليشيات ما يسمى “النخبة المهرية” ولكنه بدلاً عن ذلك قرّر إقالةَ وكيل المحافظة لشؤون الشباب، مُشيراً إلى “تواطؤ” باكريت مع الاحتلال الإماراتي من خلال هذه الإقالة.

بدوره، كتب الناشطُ المرتزِق عباس الضالعي، أن قرار إقالة “كلشات” جاء بطلب من السفير السعوديّ آل جابر، المعروف بنشاطه المكثف داخل المحافظة وارتباطه المباشر بكل القرارات والخطوات التي تتخذها سلطة المرتزِقة هناك.

هذه الخطوات المكشوفةُ والمتكرّرة من قبل الاحتلال ضد المسؤولين المناهضين له في المهرة، تسهمُ بدورها في تعزيز موقف أبناء المحافظة الذين يواصلون حراكَهم الشعبي واعتصاماتهم الرافضة لوجود القوات المحتلّة ومليشياتها، حيث تمثّل هذه الإقالات اعترافاتٍ واضحةً بنوايا الاحتلال، خُصُوصاً وأن بعضَ المسؤولين الذين تتم إقالتهم ينضمون إلى الحراك الشعبيّ فيما بعدُ، كوكيل المحافظة الشيخ علي سالم الحريزي الذي يتزعمُ اليوم ذلك الحراك، ويتوعّدُ بتصعيد الموقف الشعبي من الاحتلال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى