من المهرة إلى سقطرى: الاحتلال الإماراتي يضاعف إنتاج المليشيات لتثبيت تواجده
متابعات | 13 فبراير | مأرب برس :
وسّع الاحتلالُ الإماراتي دائرةَ تصعيده الميداني، فبعد أيام من تشكيل مليشيات ما يسمى “النخبة” الموالية له في محافظة المهرة، يسعى اليوم لتشكيل نسخة “سقطرية” من تلك المليشيات عبر ما يسمى “المجلس الانتقالي” التابع له في سقطرى المحتلّة، ضمن نشاط متسارع يعكس رغبة أبو ظبي في استباق متغيرات الواقع من أجل تثبيت تواجدها وإحكام قبضتها، خاصة بعد صدور التقرير الأخير للجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن، والذي كشف بشكل واضح “تصادم المصالح الخاصة” داخل تحالف العدوان، وانتشار المليشيات التابعة للسعوديّة والإمارات، والتي وصفها التقرير بأنها “لا يمكن السيطرة عليها”.
وأفادت مصادر محلية، أمس الاثنين، بأن ما يسمى “المجلس الانتقالي” الموالي للاحتلال الإماراتي عقد اجتماعاً “تأسيسياً” في سقطرى، وناقش فيه بدءَ تشكيل مليشيات “نُخبة سقطرية”، وهي خطوة تشبه ما فعله الاحتلال مؤخّراً في محافظة المهرة المحتلّة، حيث أوعز إلى فرع “المجلس” هناك بتشكيل “نُخبة مهرية”، وقد بدأت هذه الأخيرةُ بالانتشار في الغيظة.
وذكرت المصادر أن انعقاد “الانتقالي” في سقطرى جاء بالتزامُن مع نشاط “استقطابي” كبير لمندوب الاحتلال الإماراتي، المدعو أبو راشد، والذي قام، أمس الأول، بزيارة عدد من المعسكرات الموجودة داخل سقطرى، ومنها معسكر الشاطئ.
وأوضحت المصادر أن “أبو راشد” دعا منتسبي تلك المعسكرات إلى العمل لصالح الاحتلال الإماراتي مقابل راتب شهري قدرُه 5 آلاف درهم إماراتي، وهو ما يؤكّــد اعتزام الاحتلال على تشكيل مليشيات مسلحة تابعة له داخل سقطرى، لتكون نسخةً إضافية من مليشيات “النخبة” التي تجندها الإمارات في مختلف المحافظات التي تحتلها.
وأشارت المصادر إلى أن عدة طائرات إماراتية وصلت إلى سقطرى خلال الفترة الماضية وأقلّت مئاتٍ من الشباب المجندين، نقلهم الاحتلال الإماراتي إلى أراضيه للتدريب، الأمر الذي يضاعفُ التأكيدَ على توجه الاحتلال إلى الاستقطاب العسكريّ هناك.
ويأتي هذا التحَـرّكُ في سقطرى، متوازياً ومتزامناً، مع تحَـرُّكٍ مماثلٍ في محافظة المهرة، ففي الفترة الأخيرة بدأ ما يسمى “المجلسُ الانتقالي” الموالي للاحتلال الإماراتي في المحافظة، بتشكيل مليشيات “النخبة المهرية” وقد أكّــدت مصادرُ محلية، أمس الأول، أن قرابة 4 آلاف عنصرٍ من تلك المليشيات بدأوا بالانتشار في الغيظة.
ويعبّرُ هذا النشاطُ المتسارعُ عن رغبة إماراتية في استباق أية متغيرات قد تُعيقُ تثبيتَ تواجدها في المهرة وسقطرى، في ظل تصاعُدِ الحراك الشعبي المقاوم للاحتلال في المهرة، وبعد التقرير الأخير للجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن بشأن اليمن، والذي كشف أن الإماراتِ تقوم ـ إلى جانب السعوديّة ـ بتشكيل مليشيات “لا يمكن السيطرة عليها” في إطار “تضارب المصالح الخاصة” بين أطراف تحالف العدوان، وهو ما يمكنُ إسقاطُه بوضوح على هذا النشاط الإماراتي الذي يأتي بمقابل نشاط سعوديّ مماثل، حيث كانت قُــوَّات الاحتلال السعوديّ استولت على معسكر في محمية حوف بالمهرة، إلا أنها غادرت تحت ضغط الرفض الشعبي لها.
وكان الاحتلالُ الإماراتي واجه العام الماضي صداماتٍ مع حكومة المرتزِقة التي انحازت للاحتلال السعوديّ وأعلنت رفضَها لتواجد القُــوَّات الإماراتية داخل سقطرى، إلا أن التحَـرّك الجديدَ للإمارات يهدفُ إلى خلط الأوراق، فمليشيات “النخبة السقطرية” التي تسعى لتشكيلها ستمثل غطاءً “محلياً”، وبذلك ستتجاوز أبو ظبي اعتراضاتِ حكومة المرتزِقة على وجود قُــوَّات إماراتية.
ويؤكّــد مراقبون أن هذه النشاطاتِ العسكريّة الإماراتية في المهرة وسقطرى، تتجهُ نحو تفجير الأوضاع داخل هذه المناطق، وتمكين قبضة الاحتلال في مواجهة أي تحَـرّكات شعبيّة مناهضة، وهو ما أثبته التواجد الإماراتي في عدن وشبوة وحضرموت، حيث تمتلئ تلك المحافظات بالسجون والمعتقلات السرية الممتلئة بالمعارضين للاحتلال، وقد أكّــدت التقارير الأممية والدولية وجود تلك السجون، وما يحدث فيها من انتهاكات وحشية بحق المعتقلين.