تحشيد ميداني للعدوان في الحديدة بعد ساعات من تصريحات بومبيو من الرياض: الإمارات تحشد ميدانياً ضد اتّفاق الحديدة بضوء أخضر أمريكي
متابعات | 18 يناير | مأرب برس :
تشهدُ محافظةُ الحديدة تحشيداً للمرتزِقة والعتاد العسكري من قبل دول العدوان الإمارات التي وافقت إلى جانب السعودية على مضض على اتّفاق الحديدة في الساعات الأخيرة من مشاورات السويد في ديسمبر الماضي بفعل ضغوط مرحلية مارسها الأمين العام للأمم المتحدة على دول العدوان بالتزامن مع الضغوط الدولية على السعودية على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي. تحشيد يأتي تتويجاً لسلسلة متواصلة من خروقات المرتزِقة وخصوصاً جناح الإمارات والذين قاموا خلال الفترة منذ إعلان الاتّفاق وحتى الآن باستحداث تحصينات تهيء لخوض معركة جديدة وليس للانسحاب بموجب الاتّفاق.
وكشفت مصادر في الحديدة أن هناك تحشيدا ملحوظا لقوى العدوان وآلياتهم منذ ليل الاثنين في عدد من مناطق المحافظة، بالتزامن ما تصاعد وتيرة الخروقات من قبل مرتزِقة العدوان واستهدافهم للأحياء السكنية في أكثر من منطقة مناطق الحديدة.
ومنذ بدء سريان اتّفاق وقف إطلاق النار في الحديدة كانت دولة العدوان الإمارات، وفقاً لمعلومات حصلت عليها صحيفة المسيرة في حينه، تدفع بأتباعها المرتزِقة لتأزيم الوضع وارتكاب خروقات متعددة نظراً لوجود نية إماراتية مبيتة لإفشال الاتّفاق الذي ترى فيه خسارة وضد أهدافها التي سعت لتحقيقها خلال الفترات الماضية.
وصولُ خروقات قوى العدوان عبر مرتزِقتها إلى مرحلة متقدمة خلال الساعات الماضية من خلال حشد القوات والعتاد العسكري إلى أكثر من منطقة في الحديدة تزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لدول الخليج والتصريحات التي أطلقها من العاصمة السعودية الرياض حول اليمن وخصوصاً اتّفاق الحديدة، ما يشير إلى وجود ضوء أخضر أمريكي لقوى العدوان لإفشال اتّفاق الحديدة بعد تراجع الضغوط الدولية على السعودية على خلفية مقتل الصحافي خاشقجي والتي كانت في الوقت ذاته السبب في إجبار قوى العدوان على الموافقة على الاتّفاق في الساعات الأخيرة لمشاورات السويد.
وما يعزز وجود ضوء أخضر أمريكي لقوى العدوان لإفشال اتّفاق السويد، استبدال الإدارة الأمريكية دعوات وقف إنهاء الحرب بخفض التصعيد في اليمن والذي جاء على لسان وزير الخارجية بومبيو في الرياض وقوله إنه بلاده اتفقت على ذلك مع السعودية، موجهاً اتهامات مضللة للجيش واللجان الشعبية بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار في الحديدة، مانحاً في الوقت ذاته صكَّ البراءة لقوى العدوان على رغم أن خروقات الأخيرة المستمرة للاتّفاق جرى إثباتها بالصوت والصورة في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم قوات الجيش العميد يحيى سريع قبل أيام وأظهرت التحصينات والاستحداثات العسكرية من قبل قوى العدوان شرقي مدينة الحديدة.
وكان عضوُ الوفد الوطني جمال عامر رأى في تصريحات لصحيفة المسيرة، أن المشكلةَ الأساسيةَ في تعثر تنفيذ اتّفاق الحديدة هي عدمُ رغبة دول العدوان في ذلك، موضحاً أن دول العدوان وافقت على الاتّفاق في اللحظات الأخيرة من مشاورات السويد بعد تعرضها لضغوط كبيرة من قبل أمين عام الأمم المتحدة في حينه بالإضافة إلى وقوع السعودية تحت ضغط التصويت في الكونجرس الأمريكي ضدها في قضية جمال خاشقجي والدعم الأمريكي العسكري لها في اليمن.
من جانبها رأت جريدةُ الأخبار اللبنانية أن وزير الخارجية الأمريكي انتظر حتى يحلّ في محطته السابعة من جولته الشرق ـــ أوسطية، من أجل أن يسجّل موقف بلاده في ما يتصل بجهود السلام في اليمن، مشيرة إلى أن موقفه جاء متراجعاً بأشواط عمّا كان عليه حديث الولايات المتحدة قبل نحو ثلاثة أشهر، عندما كانت حليفتها السعودية تتعرّضُ لأشد أنواع الضغوط الدبلوماسية، على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وأضافت الصحيفة أنه حينذاك، أشعرت واشنطن، كلاً من الرياض وأبو ظبي، بأن المطلوبُ منهما وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات في غضون 30 يوماً، لكن ما جرى منذ ذلك الحين أثبت أن الدعوةَ الأمريكية تنطوي على الكثير من عناصر المناورة، إن لم يكن الخداع. وهو ما تجلّى مجدداً، أمس، من خلال حديث بومبيو عن «خفض التصعيد» لا إنهاء الحرب، وتوجيهه اتهامات إلى «أنصار الله» بعرقلة مسار التهدئة.
من جانب آخر، أفادت مصادر بالحديدة بأن رئيسَ البعثة الأممية الهولندي باتريك كاميرت، المتهمَ بتنفيذ أجندة مشبوهة خارج نص الاتّفاق، عقد، أمس الثلاثاء، اجتماعاً مع ممثلي الوفد الوطني في لجنة التنسيق المشتركة وأبلغهم أن الاجتماعاتِ ستستمر اليوم الأربعاء بانتظار وصول ممثلي الطرف الآخر.
وكان رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام اعتبر في وقت سابق أن “عدمَ إحراز أي تقدم في الحديدة على صعيد تنفيذ اتّفاق ستوكهولم يعود بالأساس إلى خروج رئيس لجنة التنسيق الأممية عن مسار الاتّفاق بتنفيذ أجندة أخرى”، فيما رأى عضو الوفد الوطني سليم المغلس في تصريحات سابقة لصحيفة المسيرة أن المشكلة أكبر من تدني قدرات رئيس لجنة التنسيق، بل في امتلاك الأخير أجندات خفية يسعى لتنفيذها من خلال إخراج الاتّفاق عن مساره وخلق اتّفاق مختلف يخدم أجندة العدوان.