اتهامات سودانية للسعودية والإمارات بتأجيج الاحتجاجات ضد البشير
متابعات | 30 ديسمبر | مأرب برس :
استبعد رئيس حزب “منبر السلام العادل” في السودان، “الطيب مصطفى”، أن تسقط المظاهرات التي تشهدها بلاده النظام الحالي بقيادة “عمر البشير”. وبينما ألمح “مصطفى” إلى تورط السعودية والإمارات في تأجيج الاحتجاجات ببلاده دون ذكرهما بالاسم، اتهمت صحيفة سودانية البلدين بالاسم.
وقال “مصطفى”، وهو أيضا، رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان السوداني، إن “الاحتجاجات التي شهدها السودان مؤخرا انتهت؛ حيث تم احتواء التظاهرات، وقد تجاوزها النظام الحاكم بشكل ما أو بآخر”.
وأقر بأن تلك الاحتجاجات كانت بمثابة أقوى تحد يواجه “البشير” منذ تقلده الحكم، إلا أنه قال إن سقوط النظام جراء تلك الاحتجاجات مستبعد.
وأضاف “مصطفى”: “البشير مسنود من الجيش والقوات النظامية الأخرى، وكل الثورات السابقة لم تنجح إلا بعد انحياز الجيش لها، فضلا عن أن النظام يستند على خبرة كبيرة في التصدي لمن يسعون إلى إسقاطه”.
ورفض رئيس حزب “منبر السلام العادل”، بشدة دعوات إسقاط النظام، قائلا: “من الغباء أن يقفز المرء في الظلام أو في المجهول، ومن الخطأ السياسي الفادح أن ترفع شعار إسقاط النظام حتى لو كان البديل هو الشيطان الرجيم”، حسب موقع “عربي 21”.
ولفت إلى أن “الاحتجاجات الأخيرة كانت مبررة لأن هناك ضائقة اقتصادية غير مسبوقة، وسياسات وأخطاء فادحة من السلطة”، مضيفا: “لكن على الناس ألا ينسوا أن السودان مُحاصر من أمريكا بعقوبات صارمة منذ أكثر من عشرين سنة، وموضوع حتى الآن على قائمة الإرهاب”.
وتابع البرلماني السوداني: “الاحتجاجات كانت عفوية انفعالا واحتجاجا على الأزمة الاقتصادية الخانقة، لكن القوى المعادية للنظام ودول جوار، شاركت في تأجيج هذه المظاهرات”.
وزاد “مصطفى”: “لقد ثبت ضلوع بعض المتمردين التابعين لحركة المتمرد عبدالواحد محمد نور، الذي يتخذ من (تل أبيب) إحدى مقار مكاتبه المنتشرة في بعض العواصم المعادية، في عمليات الحرائق والسلب والنهب، وقد اعترف منسوبوه بذلك بعد أن تدربوا في (إسرائيل)، ونُشرت اعترافاتهم في وسائل الإعلام”.
وألمح إلى تورط السعودية والإمارات في تأجيج الاحتجاجات في بلاده دون ذكرهما بالاسم، قائلا: “العجيب أن السودان يحمي بعض حكام دول الجوار، ويفديهم بدماء أبنائه، ويشارك في عاصفة الحزم، لكن هؤلاء لا يكترثون لمعاناة شعبه، ولا يقدرون مواقفه رغم علمهم بآثار الحصار والمقاطعة الأمريكية، ولا يوجهون مصارفهم للتعامل مع مصارف السودان حتى بعد رفع العقوبات الأمريكية التي رُفعت -قرارا في الورق- ولم تُرفع حقيقة، بل ربما يكون هؤلاء جزءا من المؤامرة جراء عدائهم التاريخي للإسلاميين، مما رأيناه في دعمهم للانقلاب على الرئيس المنتخب في مصر محمد مرسي، ومؤامرة الانقلاب الفاشل على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعداء لحزب الإصلاح في اليمن، وكذلك موقفهم المساند لخليفة حفتر في ليبيا”.
والجمعة، هاجمت صحيفة “السودان اليوم”، المقربة من النظام السوداني، كلا من السعودية والإمارات، على خلفية موقفهما من أحداث الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد، واتهمت كليهما بالرغبة في خنق حكومة الخرطوم.
وتساءلت “السودان اليوم”: “هل يشك أحد في التقاء أهداف السعودية والإمارات والموساد (جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي)، والرغبة في التضييق على هذه الحكومة وخلق المشاكل لها”، مشيرة إلى أن “الحاصل ما هو إلا انعكاس لبعض ما يدور في الخفاء”.
واستثنى “مصطفى”، قطر مما وصفها بالمؤامرة التي تُحاك ضد السودان، وقال إن “الدوحة تعاطفت مع السودان بعد الاضطرابات الأخيرة بالرغم من أنه لم يقدم لها شيئا، لكنها ساندته تقديرا لمواقفه المبدئية من القضية الفلسطينية والرافضة لصفقة القرن”.
كما استثنى البرلماني السوداني، تركيا، التي أكد أنها “أدركت حجم المؤامرة المحلية والدولية على السودان، وأصدرت بيانا مساندا له، ومقارنا ما يحدث في السودان بما ظلت تتعرض له تركيا من مؤامرات ومكايدات تشبه ما حدث في مصر”.
ومنذ 10 أيام، تشهد عدة مدن في السودان مظاهرات؛ احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية، وأسفرت عن مقتل 19 شخصا بحسب السلطات، فيما قالت المعارضة إن عدد القتلى أكثر من ذلك.
ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا الـ60 جنيها مقابل الدولار الواحد.