واشنطن بوست: سحب القوات الأمريكية من سوريا فرصة لقرار مشابه باليمن
متابعات | 25 ديسمبر | مأرب برس :
نشر رو كانا -نائب في «الكونجرس» الأمريكي عن الحزب الديمقراطي- مقالاً مدح فيه سحب الرئيس دونالد ترامب قوات بلاده من سوريا، ودعاه إلى تطبيق هذه الاستراتيجية المناهضة للتدخل في حرب اليمن الكارثية، ووقف دعم النظام السعودي عسكرياً هناك، خاصة بعد جريمة قتله الصحافي المعارض جمال خاشقجي.
وأضاف النائب كانا -في مقاله بصحيفة واشنطن بوست- أن الإدارة الأمريكية، وبعد ضغط من غرفتي الكونجرس حول قانون سلطات الحرب، قررت وقف إعادة تزويد طائرات التحالف السعودي-الإماراتي بالوقود في حرب اليمن، متوقعاً تمرير مجلس النواب، يناير المقبل، القانون الذي ستنسحب بموجبه القوات الأمريكية من الأعمال العدائية في اليمن، ما عدا أنشطة مكافحة الإرهاب التي أقرها قانون تفويض الحرب عام 2001.
وأكد النائب كانا أن على ترامب توقيع القانون ومطالبة السعودية بوقف قصف موانئ اليمن، والسماح بإدخال الطعام والدواء إلى المدنيين.
وذكر الكاتب تعرض الرئيس ترامب لانتقادات كثير، بسبب قراره سحب القوات من سوريا وأفغانستان، وقال إنه لا يجب على زملائه الديمقراطيين انتقاد خطوات الرئيس تلك دون تقديم رؤية بديلة، بل عليهم أن يثنوا على ترامب لرغبته في وضع حد للتدخلات العسكرية.
وأضاف النائب كانا: عوضاً عن انتقاد ترامب، على خصومه دعوته إلى تشكيل فريق ينفذ المهام المطلوبة، من خلال تخطيط أفضل وسعي دبلوماسي، وأيضاً صياغة عقيدة سياسية خارجية محددة تخص الانسحاب العسكري، بحيث تحفظ حقوق الإنسان، وتعطي أولوية لضبط السلوك.
وانتقد النائب الديمقراطي هجوم وسائل الإعلام الرئيسية على ترامب، بسبب قرار سوريا، وأشار إلى أن القرار يتوافق مع القانون الأميركي والدولي، فوجود هذه القوات في سوريا لم يتم إقراره من جانب الكونجرس أبداً، بل إن أمريكا بغزو سوريا تخرق القانون الدولي، لأنه غزو تم دون موافقة الأمم المتحدة.
وقال الكاتب إن ترامب يستحق المديح أيضاً، لوقوفه في وجه مروجي الحرب داخل إدارته، والذين بدؤوا في تقديم حجج للبقاء في سوريا، مثل مواجهة إيران، وانتظار سقوط بشار الأسد، مضيفاً أن هذا هو التعريف الحرفي لتمدد القوات في سوريا.
ودعا الكاتب الرئيس ترامب إلى ضرورة الخروج باستراتيجة انسحاب من سوريا أكثر حكمة، مثل استشارة حلفاء أمريكا في الإقليم، أو الإعلان عن انسحاب كامل خلال أشهر، حتى يتسنى للقوات الأمريكية تأهيل القوات الكردية، ونشر منصات جمع المعلومات الاستبخارية والشبكات اللازمة لمحاربة الإرهابيين.
وعن قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، قال الكاتب إن أمريكا أنفقت حوالي 40 مليار دولار سنوياً هناك، ولم ينجح الأمر في اجتثاث طالبان، التي لم ينفع معها أيضاً الحل العسكري، إذ باتت الحركة تسيطر أو تفرض نفوذها على حوالي 70 % من الأراضي الأفغانية.
وأوضح النائب كانا أنه يجب وضع إطار زمني لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، والسماح بعملية انتقال سلمي للسلطة، داعياً أمريكا إلى التفاوض المباشر مع طالبان، والتوصل لاتفاق تفاوضي، مع الاحتفاظ بحق ضرب الإرهابيين الذين يهددون الأمن القومي الأمريكي.