رؤية القران الكريم بشأن قضية السلام مع الأعداء تختلف عن رؤية زعماء العرب
من هدي القرآن | 10ديسمبر | مأرب برس :
القرآن الكريم في رؤيته للسلام تختلف عن رؤية العرب تماما التي تقوم عليها مبادراتهم للسلام، رؤيته بناء أمة روح جهادية، هنا يصبح العدو نفسه إذا كان يريد سلاما يتحقق يعود إلى هذا الدين سيتحقق له السلام أعني: أليس هو هنا يقول: {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ}؟ كيف يذكر عمن اتبعوا رضوانه؟ أليس هو يذكر {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ} (البقرة من الآية: 207) {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ} (البقرة من الآية: 265) يذكر الإنفاق في سبيل الله، وبناء أمة، جهاد، توعية لبناء أمة.
الطرف الآخر، نفس الأمريكيين هم عندهم الفكرة هذه بأنك لا تحصل على السلام إلا عندما تبني نفسك، وتصل إلى مواقع قوة، فعندما تدخل في مفاوضات لن تكون أنت بالشكل الذي تهضم في المفاوضات هذه، أو الطرف الآخر هو الذي سيستسلم أمامك ويتحقق لك السلام، أليس هذا عندهم الآن؟ هم عندهم الآن أن القوة هي التي ستحقق لهم السلام. موقف العرب الآن هو موقف استسلام، وضعف وذلة، ودائماً يقدمون مبادرات سلام وهم في حالة ضعف ما قبلت. الأمة بأمس الحاجة إلى أن تعود للرؤية القرآنية، وخاصة أن هناك توجهاً إلى أنه يزاح هذا الجنس البشري من المنطقة هذه، يزاحون، مثلما أزاحوا الهنود الحمر في أمريكا.
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (المائدة: 17) يبين لك هذا الطرف نفسه سواء عندما يدعو مثلا يقول: الإسلام دين السماحة، أليسوا يقولون: الإسلام دين السماحة الآن، ودين السلام، ودين التسامح، وشريعة سمحة، أليس هكذا؟ لكن كلها يقدمونها على أساس وكأن هذا الإسلام يجيز الاستسلام، ويجيز القبول بالآخر على ما هو عليه لماذا؟ لأنه لا يوجد عندهم نظرة بالنسبة للطرف الآخر، وفق النظرة التي تكررت في القرآن، وموجودة بشكل كبير، يعطيك صورة عن الطرف الآخر أنه مغضوب عليه، أنه مضروب، أنه في وضعية سيئة.
الدرس الحادي والعشرون من دروس رمضان صـ22.