بهذا النبي عزُّكم.. فلا تنصرفوا لغيره
مقالات | 25 نوفمبر | مأرب برس :
بقلم / سليم المغلس :
كان رسول الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم شخصية عظيمة استثنائية يمتلك من القدرات القيادية العالية والصفات الكاملة والخصال الحميدة والذكاء والحكمة وغير ذلك ما يؤهله لوضع مشروع وإنتاج أفكار وقوانين وانظمة من أفضل المشاريع على الإطلاق فلا أقدر ولا اكفأ منه أبداً، لا مفكر ولا فيلسوف ولا زعيم ولا ملك يمتلك ما لديه من قدرات ومؤهلات..
إلا أنه ورغم ذلك كان ذائبا في مشروع الله ووفق ما أمره الله في كتابه الكريم ليؤدي الدور الرسالي ويقدم المشروع الإلهي بنقائه وصفائه ويجسده عمليا كما هو بلا زيادة أَوْ نقصان، لا يشوبه أية اجتهادات وَاعتبارات ورؤىً شخصيةٌ له منفصلا عن الله ومنهجه القويم.
لم يكتف النبي بحمل أسس المشروع الإلهي ليتولى بشخصه معتمدا على قدراته وذكائه برسم أُسْـلُوْب الدعوة والخطاب وغيره بعيداً عن توجيهات الله وتعليماته بل تحرك بحركة القُــرْآن في كل تعامله وخطابه وأُسْـلُوْبه في الدعوة ومواجهة الأخطار والمؤامرات ومواجهة الظلَمة والطغاة والتعامل مع الأحداث ومع المجتمعات بمختلف عقائدها وأفكارها وأديانها بدءاً من بعثته وَانطلاقته في مجتمع مكة المحارب والمواجه له ولمشروعه الإلهي والرسالي إلى إرساء معالم المجتمع الاسلامي في المدينة المنورة ببناء امة عظيمة قائمة على الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معتزة بعزة الله اشداء على الكفار رحماء بينهم حتى مرحلة مواجهة أعداء الله والرسالة من مشركي العرب واليهود والروم حتى وفاته صَلَـوَاتُ اللهِ عَلَيْــهِ وَعَلَـى آلِــهِ.
فقدم مشروعا متكاملا وسلك طريقاً واضحاً واتخذ أُسْـلُوْباً نقياً جمع كل ذلك في القُــرْآن الكريم.
فالقُــرْآن ثقافته وحركته وأُسْـلُوْبه ومشروعه ومواقفه وأخلاقه.
فبرجوعنا إلى ذلك من خلال القُــرْآن الكريم سنزداد بصيرة وحكمة وندرك الأخطار وكيفية مواجهتها والمواقف المناسبة تجاه الأحداث وندرك كيف نتحرك وأي طريق نسلك لنبنيَ أمة عزيزة كريمة رافعة الرأس واثقةً بالله وفقاً لمنهجه القويم وحركة رسوله العظيم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فبهذا النبي عزُّكم ومجدكم وبارتباطكم به وبما جاء به نصركم ورفعتكم..
فلا تنصرفوا لغيره ولا تسلكوا غير طريقه..
فاقرأوا قراءةً عميقةً لشخصه وحركته وأُسْـلُوْبه وخطابه ومشروعه وفق كتاب الله قراءة المقتدي المهتدي ستفوزون فوزا عظيما في الدنيا والآخرة.