بهذا تميزنا عن سوانا
مقالات | 19 نوفمبر | مأرب برس :
بقلم / عباس الديلمي :
للمرة الرابعة على التوالي نحتفي بالمولد النبوي العظيم عظم صاحبه المصطفى من بين الخلق أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأخيار.. نعم نحتفي ولكن بشكل مختلف عن احتفاءات سابقة ويخصنا بالتميز.
لماذا؟ لأن احتفاءاتنا الأربعة الأخيرة تحمل معها وتجسد عمليا فوزنا بترجمة قيم ومبادئ نبيلة هي من لُب الإسلام وجوهر الرسالة والتعاليم الإسلامية التي اصطفى الله سبحانه مبعوثها ورسولها الكريم ليتمم مكارم الأخلاق ويرفع قوائم العدل والمساواة ويزيل الظلم ويزرع في الأرواح رفض الخنوع لذل الهيمنة والتسلط.
ومن هذا المفهوم نرى بكل ثقة أن احتفاءنا بفجر ميلاد الرسول الأعظم “ص” يمنحنا التميز عن غيرنا ممن يشاركوننا هذه المناسبة الخالدة .. كوننا نحييها ونحن نجسد بدمائنا وأرواحنا وفلذات أكبادنا وبأموالنا وكل ما نملك ما أتانا به الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وما أمرنا به وحثنا عليه في سبيل الحرية والمساواة والذود عن الأوطان وإقامة العدل وعدم الخنوع لهيمنة ظالم والمذلة لتسلط مستكبر وطامع، وألاّ نعتدى إلاّ على من اعتدى وبمثل عدوانه.
هذا هو احتفاؤنا الرابع بميلاد رسولنا المصطفى وها نحن بخروجنا نقول: يا رسول الله ها نحن لا باقولنا بل بأفعالنا نسير على ما أمرتنا به في الجهاد والتضحية والبذل من أجل الحرية والكرامة وإقامة العدل والمساواة والذود عن الوطن ورفض التبعية والهيمنة والتسلط نفعل ذلك بدمائنا وتضحياتنا التي تتصدرها قوافل الشهداء الأبرار، وكأننا من قال عنهم أول شهيد في سبيل التمسك بأهداف ومبادئ رسالتك المنُقذة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن :”لا أثر لغياب شهدائهم لأن هناك من يحل محلهم”.
ها نحن للعام الرابع بعزائم صحابتك الذين صدقوا ما عاهدوك عليه في حياتك وبعد مماتك نواجه عدوانا غاشما انطلق نحونا من مكمن قرن الشيطان الذي أشرت اليه محذراً يستهدف كرامتنا وحريتنا واستقلال قرارنا ويسعى للهيمنة على خيراتنا ومشيئتنا قبل أن يستهدف أرضنا التي دعوت لها ورفدتك بالأنصار.
نواجه عدوان منافق تقنع بالإسلام ولو استطاع أن يغطي على من جلبهم وتحالف معهم من مستعمرين وصهاينة بأستار الكعبة لفعل دون تردد ما دام في حماية الشيطان الأكبر أو يطمئن إلى حمايته.
ذنبنا في نظرهم يا رسول الله أننا لم نقبل وصاية ولا تبعية ورفضنا الهيمنة ونشرنا العدل والمساواة والعيش بسلام وتآخ ولم نكن من اعتدى أو استقوى بالصهاينة من اليهود وغير اليهود.
ها نحن يا رسول الله نحتفى بميلادك لا كما يفعل من يقدسون آلهتهم من البشر ولكن لنُحيي قيما نبيلة ومبادئ عظيمة أصطفاك الله لها من أجل إنسانية الإنسان وحقه في الحرية والعدالة والذود عن حماه ومحارمه وجوهر دينه، ولهذا نحسُّ أننا نسير على نهج إسلام قدم لنا أعلاماً يُهتدى بهم عبر تاريخنا الإسلامي والقومي العروبي من علي بن أبي طالب وأبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر والحسين وزيد والنفس الزكية وغيلان الدمشقي فالعز بن عبدالسلام وجمال الدين الأفغاني.. الخ
وعليه فلا نبالغ إن قلنا بأنا نحتفى بميلادك وقد تميزنا بتضحياتنا وبما هو عملي في ترجمة تعاليم الإٍسلام في العزة والكرامة والذود عن الأوطان يا معلمنا الأول.