القضية الجنوبية ليست في الحديدة
مقالات | 18 نوفمبر | مأرب برس :
بقلم / عبدالله الأحمدي :
فقد كثيرٌ من الجنوبيين البوصلة، أعمتهم أموال خنازير الخليج والسعودية، فأضاعوا قضيتَهم، وذهبوا ضحيةَ الارتزاق، وتحولوا إلى أدوات بيد الاحتلال يحركهم كما يريد لتحقيق أجنداته في احتلال جُزُر وموانئ اليمن، ويدمر بهم قدرات اليمنيين.
تهافُتُ الجنوبيين على الارتزاق، والذهاب في خدمة الغزو والاحتلال لأراضي اليمن لن يحل القضية الجنوبية، ولن يخرج الجنوبيين من معمعة الفوضى والاغتيالات التي يمارسها ضدهم الاحتلال وعملاء الاحتلال.
حل القضية الجنوبية ليس في محاربة الشمال، وليس في الانتقام من (الدحابشة) الذين بنوا عدن، وليس في احتلال المندب والمخاء والساحل والحديدة.
حلُّ القضية الجنوبية هو في رصِّ الصفوف ضد الاحتلال وطرد الغزاة من أرض اليمن، وتمتين الوحدة اليمنية، وبناء قدرات الجنوب وتحرّره واستقلاله، وتمكينه من سيادته الوطنية، وقراره المستقل.
كان عفاش والإصْـلَاح قد أباحوا الجنوب وكفّروا أهله بفتاوى حرب 94 التي أصدرها الديلمي والزنداني. واليوم يتحالف مرتزِقةُ الجنوب مع عصابات عفاش، ومع قاعدة علي محسن شرشف، ودواعش الزنداني الذين استباحوا الجنوب أرضاً وإنْسَاناً.
أظن أن هؤلاء المرتزِقة لهم ذاكرة مثقوبة، لا يتذكرون الأحداث، ولا يعون حقائق التأريخ، ولا يتعظون بما مضى، أَوْ أنهم حيوانات بدائية لا ذاكرةَ لهم.
المرتزِقُ ليس له موقف ولا مبدأ، ولا يحميه نظامٌ، ولا قانون، فهو يبيعُ نفسَه لمن يدفع.
كان الكثير من المرتزِقة وقادتهم يقولون: إن قوات عفاش في الجنوب هي قوات احتلال، واليوم يحاربون تحت إمرة عفاش والقاعدة وداعش ضد من وقفوا مع القضية الجنوبية.
لقد استبدلوا الاحتلال العفاشي بالاحتلال السعودي والحماراتي. استبدلوا الريال اليمني بالدينار الحماراتي والريال السعودي، وخلعوا قيَمَهم وجلودهم فلم يعودوا يمتون لليمن بأيَّة صلة، ووصل بهم الأمر إلى إنكار يمنيتهم، ويمنية الجنوب.
المرتزِقُ الجنوبي هو أرخص المرتزِقة في العالم، يبيع نفسَه بقليل من القات واللحمة، وبعض الريالات التي ربما لا تصل إليه إلّا بعد موته.
لقد سلّم هؤلاء المرتزِقة الجنوبَ للاحتلال يعبث به، يغتصِبُ النساء والصبيان، ويلوط بالرجال في السجون، وذهبوا يجرون وراء الأوهام، ووصلت استباحةُ الأعراض إلى تحويل فتيات عدن إلى بغايا وتصديرهن إلى فنادق الدعارة في أبو ظبي ودبي. وهل أتاكم خبرُ الخمور المسمومة، واغتصاب وقتل فتاتين على أيدي جنود الاحتلال وتصفية مدير مكافحة المخدرات الذي أراد التحقيق في قضية الدعارة والخمور المسمومة وما نتج عنها من وفيات؟؟!!
هناك مرتزِقةُ باعوا أنفسهم والتحقوا بالارتزاق منذ أن كان عفاش وعلي محسن شرشف مقاولي حروب، فاشتركوا في حروب صعدة الستّ، ثم هُزموا مع سيدهم عفاش، وذهبوا بالخزي والعار، وها هم في الوقت الحالي يحاربون مع الغازي والمحتلّ من أجل قليل من المال، وكثير من العار.
كان الجنوبيون يدّعون مظلومية، وكان الناس يتعاطفون معهم، فلما جاءتهم الفرصةُ تحولوا إلى مرتزِقة يناصرون الظالم والمحتلّ والغازي، وسقطوا في وحل العمالة والدناءة.
لقد سقط هؤلاء الحثالة، ومعهم سقطت ما تسمى الشرعية الرخيصة، وسقط العدوان، وفضحت أجنداته الاستعمارية تماماً.
المرتزِقُ لا قيمةَ له ولا ثمن. مَن لم يقتل على يد الجيش واللجان الشعبية يقوم العدوان بتصفيته بغارات الطيران، ويقول لك خطأ غير مقصود. تتناثر الجثث على طول رمال الساحل، وعلى طول محيط الحديدة ولا يكلّف العدوانُ نفسَه حتى إهالة التراب على تلك الجثث التي تأكلها الغربان وتنهشها السباعُ والكلاب.
الحمارات تزج بالمرتزِقة الجنوبيين في الساحل، ومملكة داعش تزُجُّ بهم في حدودها الجنوبية، والكل يقتلهم أن تراجعوا، وهناك مرتزِقةٌ يزج بهم (ذارق عفاش) في الساحل لمعاونة الحمارات في احتلال سواحل اليمن. بالتأكيد في الجنوب أَحْـرَار وشرفاء غير حثالة المرتزِقة، وقد بدأ دورهم، وسيتعاظم هذا الدور، حتى إخراج المحتلّ، فاليمني لا يقبل الذل، ولن يبيع أرضه، ولن يتنازل عن عرضه.
العفافيش ممتنُّون للحمارات لان أموال اليمن المسروقة تُستثمر في الحمارات.
نعم هل رأيتم مدينةَ عفاش المشابهة لصنعاء في الحمارات؟!. عجباً لكم أيها المرتزِقة!! أنتم لا تجدون قبوراً لكم بينما العفافيش يمتلكون مدناً في العالم سرقوها من عَرَقِ شعبكم!!.
أيها المرتزِقة طالت المعركة أَوْ قَصُرَت، فنهايتُكم محسومةٌ إلى الجحيم، واليمن الحرُّ هو الباقي، وخذوا عبرةً من التأريخ إنْ كنتم تعتبرون، فاليمن كانت وما زالت وستبقى مقبرةً للغزاة.