تبعات وارتدادات العدوان على اليمن
مقالات | 11 نوفمبر | مأرب برس :
بقلم / محمد فايع :
في تصريحٍ غيرِ مسبوق للرئيس الأمريكي ترامب هاجم فيه الكيان السعوديّ، متهماً إياه بسوء الاستخدام للسلاح الأمريكي في اليمن، وهنا يجب أن ندركَ أن تصريحَ ترامب يؤسِّس لمسار أمريكي جديد فيما يتعلق بالعدوان على اليمن وخاصة على مسار التهرب من تبعاته الأَخْلَاقية والاقتصادية والسياسيّة وغيرها، وبالتالي لم يأتِ تصريح ترامب من فراغ وإنما هو تصريح تم دراسته ورسم حدوده وعباراته بعناية من قبل صناع القرار والسياسة الأمريكية قبل أن يخرج ترامب ليدلي به.
في تعليقه على تصريحات ترامب رئيس كشف محمد عَبدالسلام توجه البوصلة الأمريكية من وراء تصريحات ترامب، معتبراً بأن مهاجمة الرئيس الأمريكي التوبيخية للنظام السعوديّ تمثل إدانة واضحة لأمريكا بأنها المسؤولة عن كُـلّ جريمة وقعت في اليمن، كما أكّد محمد عَبدالسلام في تغريدة على حسابه في تويتر “أن في ذلك أَيْـضاً شهادة من عدو على أن شعباً يمتلك قضيةً عادلة وأنه قادرٌ على مواجهة أعتى قُـوَّة في العالم”.
ترامب بتصريحاته التوبيخية للنظام السعوديّ حاول “التهرب من مسؤولية الجرائم التي يرتكبها العدوان فيما العدوان بكله كان من البداية بإدَارَة ورعاية وتخطيط وغطاء أمريكي”.
كان ترامب قاصدا بعناية حينما وصف حادث جريمة استهداف العدوان لحافلة تقل طلاب مدارس في ضحيان في 9 أغسطس الماضي بـ “المروع”. وهو تعبير مقصود يكشف عن توجه أمريكي جادٍّ على مسار التخلص من تبعات جرائم العدوان بحق الشعب اليمني بوضع الكيان السعوديّ ككبش فداء لامتصاص السخط العالمي..
بتحميل النظام السعوديّ مسؤولية جرائم العدوان بحق الشعب اليمني وبهذا الانتقاء القاصد والصريح لبعض العبارات يكون ترامب قد رسم لإدارته مسارا للهروب بعيداً عن تحمل مسؤولية تبعات جرائم العدوان بحق أَبْنَــاء الشعب اليمني قتلا وحصارا على مدى أربع سنوات مضت، واضعا النظام السعوديّ في موقع المسؤول الأول عن تلك الجرائم؛ كونه -كما قال ترامب- من أساء استخدام السلاح الأمريكي.
لقد حرص ترامب بشدة على تقديم النظام السعوديّ ككبش فداء من أجل امتصاص وحرف غضب الرأي العام الدولي بعيداً عن الإدَارَة الأمريكية وذلك؛ لأَنَّ أمريكا وصلت إلى قناعة أنه لم يعد بالإمكان الاستمرار بالحرب؛ لأنه لم يعد بالإمكان الهروب من تعالي الأصوات والدعوات لوقف مبيعات الأسلحة للسعوديّة، حيث يستمرّ تصاعد العدد الهائل من الضحايا المدنيين الذين قضوا في غارات جوية شنتها وما زالت تشنها يومياً طائرات تحالف العدوان الذي هو بكله بسلاحه الجوي وصواريخه وبما يحدّد لطائراته من أَهْـدَاف ويرسم لها من إحداثيات وما يقدم لها من معلومات استخباراتية من صنع أمريكا وعلى يد الإدَارَة الأمريكية، وبالتالي فالأمر خطير جِـدًّا ومن ثَمَّ فإن تصريحات ترامب جادة وتؤسس فعلاً لمسار هروب وتخلص أمريكي من تبعات العدوان على اليمن.
السؤال إلى أين سيهرب ترامب والإدَارَة الأمريكية فيما كُـلّ وقائع الأحداث تشهد والعالم كله يشهد بل إن تصريحات الأمريكان أنفسهم تشهد بأن العدوان والحصار بكل ما صنعه من قتل بحق أَبْنَــاء الشعب اليمني وما أحدثه من تدمير وما ارتكب خلاله من جرائم بحق الأطفال والنساء خاصة وبحق عامة أَبْنَــاء الشعب اليمني إنما حدث وما زال يحدث بإرادة وإدَارَة ورعاية ودعم ومشاركة أمريكية مباشرة وغير مباشرة؟!.
إلى أين سيهرب العدوّ الأمريكي وهو غارقٌ إلى أُذُنَيه في مستنقع السقوط الأَخْلَاقي والإنْسَـاني وبشكل مكشوف ومشهود ومعروف غير مسبوق في تأريخ الإجْــرَام والقبح الأمريكي؟!.
أنا على يقين ويقيني قائمٌ على إيْمَـاني واعتقادي باستمرارية وثبات سنن الله الثابتة إضافةً إلى ما كشفته وتكشفه تجليات الأحداث في آفاقها بأن العدوانَ على اليمن وشعبه الذي بما حدث خلاله من فظائع الجرائم غير المسبوقة والتي ارتكبت بحق أَبْنَــاء الشعب اليمني قد رسم بداية النهاية لزوال الاستكبار والهيمنة الأمريكية ليس على مستوى المنطقة والعالم الإسْـلَامي بل وعلى مستوى العالم كله وصولاً إلى انهيار بُنيان نظام الرأس مالي العالمي.. وعلى رأسه بُنيان الولايات المتحدة الأمريكية
في المقابل فإن اليمن بثورته ومشروعه القرآني المحمدي بقيادته وشعبه سيخرج منتصراً بل وسيغدو بلدا قويا منيعا غنيا، ومنه ستهب نسائمُ نَفَسِ الرحمن جل شأنه هدياً ونوراً قرآنياً وفرجاً يُحيي به الله شعوبنا العربية والإسْـلَامية المستضعفة كما ستهب من يمن الإيْمَـان رياحُ لله إيْمَـانية قرآنية جهادية عاتية يُسقِطُ الله بأهلها وَشعوبها كُـلّ كيانات العمالة والفساد وينسف بها على يد المستضعفين المواعين المستنيرين القرآنيين كُـلَّ قواعد وأوكار الاستكبار والفساد من كامل المنطقة العربية وعلى رأسها كيان العدو الصهيوني
وصدق العلي العظيم القائل:
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).. إلى أن قال جل شأنه: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).