في الساحل الغربي : الخسائر جنوبية والمكاسب للإمارات؟!
متابعات | 26 اكتوبر | مأرب برس :
تتعاظم خسائر الجنوب البشرية في معركة الساحل الغربي يوماً بعد أخر منذ مطلع العام الجاري، وتستقبل ثلاجات الموتى في مستشفيات عدن المزيد من الضحايا وتودع العشرات بصورة يومية، بينما الإمارات التي فقدت 4 من جنودها في المعركة منذ مطلع العام تبحث عن المزيد من المكاسب.
برغم فداحة تلك الخسائر في جبهة الساحل الغربي من دون غيرها من الجبهات الأخرى التي يشارك فيها الآلاف من الجنوبيين.
وأشرس تلك المعارك معركة كتاف وجبهات صعدة المفتوحة وجبهات ما وراء الحدود جيزان ونجران وعسير، إلا أن التصاعد الكبير لضحايا معركة الساحل الغربي، والذي سبق أن أكد صحة افتراضات عدد من القيادات الجنوبية التي حذرت من المشاركة في معركة الساحل الغربي، كونها معركة استنزاف تهدف من خلالها أبو ظبي لإفراغ الجنوب من طاقاته البشرية، لم يلفت نظر الكثير.
مطلع الأسبوع الجاري كشفت مصادر طبية في مدينة عدن، عن استقبال العشرات من الضحايا الجنوبيين من الساحل الغربي. ووفق المصدر، فإن «القدرات الاستيعابية لثلاجات الموتى في مستشفيات المدينة لم تعد تحتمل استقبال المزيد من الجثث»، إلا أن «وصول تلك الجثث تزامن مع تراجع المعارك في جبهة الساحل الغربي». ولم تذكر المصادر السبب الحقيقي لمقتل العشرات من أبناء الجنوب في الساحل الغربي، فالكثير من القتلى مقطعي الأوصال، ما يدل على أن سبب الوفاة لم يكن نتيجة مشاركتهم في مواجهات عسكرية، وإنما جراء تعرضهم للاستهداف بغارات جوية تفوق قدرات قوات حكومة «الإنقاذ».
نيران صديقة
مصادر ميدانية في جبهة الساحل الغربي أكدت لـ«العربي» أن «أكثر من 50% من قوات العمالقة الجنوبية يسقطون قتلى بنيران صديقة من قبل طيران التحالف الحربي والاباتشي، وكذلك تسرب الخطط العسكرية لتلك القوات وكشف مسار تحرك تلك القوات للطرف الأخر، ما يتسبب بوقوع ضحايا كثر نتيجة الكمائن والاستهداف المدفعي لتحركات القوات».
وأشار إلى أن «معظم القيادات العسكرية التي قتلت بكمائن من قبل الحوثيين كانت نتيجة لصراع مصالح في أوساط الوية العمالقة».
المصادر أفادت بأن «طيران التحالف استهدف تجمعاً بالخطأ لقوات اللواء الثالث عمالقة منتصف الأسبوع الجاري في محيط كيلو 16، ما أدى إلى سقوط أكثر من 30 قتيل و26 جريح من قوات اللواء الذي يقوده القيادي السلفي إبراهيم اللاحجي، وقبل ذلك بعدة أيام استهدف طيران التحالف تجمعاً لقوات موالية للإمارات في مديرية الدريهمي أثناء كانوا يتقاضون رواتبهم وقتل منهم العشرات».
حرب استنزاف
تعترف قوات حكومة «الإنقاذ» بأنها تخوض معركة استنزاف مع القوات الموالية للإمارات في ساحة قتال واسعة، وهي ليست محصورة، وهو ما يمكنها من تنفيذ العمليات الهجومية من أكثر من اتجاه، ولا تخفي خسائرها البشرية بل تعرض كل مساء مراسيم التشييع عبر قناة «المسيرة» التابعة لحركة «أنصار الله». وفي المقابل تخفي القوات الموالية للإمارات أعداد قتلاها وجرحاها في الساحل الغربي.
«المركز الإعلامي» لقوات «العمالقة» في الساحل الغربي، حاول التهرب من تأكيد تلك الأخبار بنشر أخبار قال فيها إن «طيران التحالف استهدف تجمعات كبيرة من قوات حكومة الإنقاذ»، كما حاول المركز التشكيك بالعملية العسكرية التي نفذتها قوات «الإنقاذ» يوم الاثنين، وأدت إلى «سقوط مناطق واسعة في محيط كيلو 16 بيد تلك القوات».
مصدر عسكري في صنعاء أكد لـ«العربي» مقتل «أكثر من 133 قتيلاً وجريحاً من قوات اللواء الثالث عمالقة خلال الفترة من 13 – 22 أكتوبر الجاري في جبهة كيلو 16»، مشيراً إلى أن «المزيد من الجثث تركتها تلك القوات في ساحة القتال ولاذت بالفرار».
تخفيف الضغط
برغم وجود أكثر من 10 ألوية موالية للإمارات، إلا أن سير العمليات العسكرية التي شهدتها جبهة الساحل الغربي خلال الأسابيع الماضية تؤكد نجاح قوات الجيش و«اللجان الشعبية» التابعة لـ«الإنقاذ» في تخفيف الضغط العسكري الذي فرضته الإمارات، والتي دفعت بكل ثقلها العسكري الشهر قبل الماضي إلى محيط مدينة الحديدة، بتكثيف العمليات العسكرية في مديريتي التحيتا وحيس الخوخة وصولاً إلى يختل الواقعة بالقرب من المخا، ودفعت طيران «التحالف» للتدخل لوقف تلك العمليات بشن أعنف غارات على مزارع وقرى المواطنين في محيط التحيا غرب الحديدة.
قوات «الإنقاذ» استخدمت القوات الجوية والقصف المدفعي وسلاح الجو المسير في عملياتها، التي تجاوزت ساحات المعارك إلى استهداف غرف العمليات ومراكز القيادة والسيطرة لتلك القوات في الدريهمي والتحيتا والخوخة، وهو ما أربك القوات الموالية للإمارات وأفقدها الثقة بنفسها، ما دفع بقوات «التحالف» إلى الدفع بالمزيد من القوات والمدرعات إلى جبهة الساحل الغربي خلال الأيام الماضية .
الـ «نيويورك تايمز»
فريق من صحيفة «نيويورك تايمز» زار الساحل الغربي وتحديداً المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية للإمارات، وخرج بعدة تساؤلات تبحث عن إجابة، حيث سلط التحقيق الصحافي الضوء على دوافع أبناء الجنوب في المشاركة في القتال بالساحل الغربي، مشيراً إلى أن خسائر تلك القوات البشرية كبيرة، ونشر فيديو لعشرات الآليات والمدرعات العسكرية التي تقف على جنبات الطريق وقد تحولت إلى ركام، وخلصت إلى التأكيد بأن كل المؤشرات التي نقلتها من أرض المعركة ، يؤكد بأن الحسم العسكري في اليمن مستحيلاً.