القشة التي قصمت ظهر البعير
مقالات | 25 اكتوبر | مأرب برس :
بقلم / علي القحوم :
شهدت المنطقة اضطرابات ومشاكل لا نهاية لها ..وحيكت المؤامرات ورفرفت الريات السوداء وانتشرت ثقافة التكفير .. والذبح والسحل وتقطيع الاوصال في هذه الحقبة الزمنية القصيرة .. وخيم على المنطقة شبح الموت والدمار والخراب والحروب ..وتدحرجت كرة النار فشملت ما شملت من دول وشعوب واكتوى بنيرانها الملايين مابين قتيلا وجريح ومشرد.. وقبع ملايين تحت وطأة الظلم والاجرام وبين فكي كماشة ..فالاصوت يعلوا فوق صوت دعاة الخراب والاجرام ممن جندتهم امريكا لخدمتها ..وتنفيذ مشروعها التآمري على هذه الامة وما بين مد وجزر كان من الامريكي والاسرائيلي الا المباركة لذلك ..لانهم اصحاب المشروع والدعاة له سيما وهناك ادوات قذرة من النظام السعودي والاماراتي وغيرها تنفذ وتدعم وتتبنى وتحت عناوين العروبة والاسلام .. فلا عروبة جسدت بعد ضياع فلسطين وبيعها في المزاد العالمي .. ولا اسلام حوفظ عليه بعد تدنيس المقدسات وسب نبي الاسلام والاساءة اليه .. فما لم يحفظ لم يصان هذا هو حال العملاء والخونة والمجرمين ومصاصي الدماء ..فهل لهم العبرة اذ يعتبرون كم سبقهم من عملاء في سوق النخاسة والعمالة والاجرام اين كانوا والى اين الت بهم جرائمهم الى الهاوية واي هاوية الى مزبلة التاريخ انها لانهاية مؤسفة ..
في المقابل تحركت الشعوب المستضعفة صوب الحرية والكرامة والاستقلال .. وفي طليعتها الشعب اليمني الذي انتفض على المجرمين والعملاء .. واستمر في ثورته الذي تحرك الامريكي وادواته القذرة من السعودي والاماراتي في كبح جماحها والحيلولة دون انتصارها.. لكن كانت ارادة الشعوب فوق كل الارادات واستطاع اليمانيون تخطي الصعاب .. وكسر حاجز الصمت والخوف وانتصروا بعون الله .. فما كان للامريكي وادواته الا ان اعلنوا العدوان من واشنطن وظنوها خاطفة عاصفة ستعصف بالاحرار .. لكن تفاجئوا بصمود قل نظيروه واستبسال فوق الخيال .. والمتوقع ففشلوا في تحقيق اهدافهم في اليمن ..وها نحن في العام الرابع لم يتحقق لهم شيء سوء الخراب والدمار والقتل وارتكاب المجازر الذي يندى لها جبين الانسانية ..
هناك في المقابل الشعب السوري انتصر على جحافل التكفير والارتزاق وعلى التكالب الدولي الذي سعى الى تدمير سوريا ارضا وانسانا .. وفشل المشروع هناك وتساقطت اركانه وفشل مموليه ..
وهناك ايضا في العراق فشلت المؤامرة وانتصر العراقيون وخابت امال امريكا وادواتها القذرة ..
وبالتالي لم يفلحوا في اشعال فتيل الحرب الاهلية والطائفية في لبنان .. لان العدو الاسرائيلي اعجز ان يشن عليها عدوانا مباشرا .. فلجؤا الى مثل هذه الاوراق واللعب على المتناقضات السياسية والطائفية لعسى ولعل ان تشب نار الفتنة ..
كما انهم بعد فشلهم هذا كله بدأت النار تأكل بعضها البعض وبدأت جبهتهم تتصدع وتنقسم ويتضح الواقع .. فمن تركيا وما جرى لاردغان من محاولة الانقلاب عليه .. والى مصر ومحاولة اللعب بورقة التكفير والاقتصاد .. والى قطر واتهامها بتمويل ما يسمى بالارهاب والعمل على حصارها ونبذها سياسيا .. والى ليبيا والتي كان يود لها في الاساس ان تكون قاعدة اساسية لمشروع التكفير والقاعدة وداعش .. فحين ضرب هذا المشروع في اليمن وسوريا والعراق ولبنان ومصر والمغرب بدأ العد التنازلي لتهديم صوامع وقواعد هذا المشروع في ليبيا ونتابع كيف انهم يسعون اليوم للتخلص منه .. البحرين وما ادراك ما البحرين كان ولازال هناك حراكا ثوري شعبوي .. لكن لم تريد له قوى الشر والاستكبار النجاح فسارعوا في ارسال قوى امنية وعسكرية سعودية لقمع هذه التحركات واخماد وهج الثورة ..
في المقابل بعد هذا الفشل الذريع لامريكا وادواتها في المنطقة من تحقيق مآربهم انعكس هذا ورتد بارتدادات عكسية على الادوات .. وبات الخلاف والتباين بين صاحبة المشروع امريكا وبين ادواتها القذرة .. فبدأت تطفو على السطح خلافاتهم وتناقضاتهم .. وبدء الامريكي يرمي تبعات الفشل على العملاء والمجرمين وعلى شرطي المنطقة الجديد محمد بن سلمان وبجانبه المجرم محمد بن زايد .. وهذا كله نتاج فشلهم في اليمن وفي سوريا والعراق ولبنان وليبيا وفلسطين وفي المنطقة بشكل عام ..حيث بدأت المؤامرات على النظام السعودي وتنهال عليه المصائب من كل جانب فهناك صراع محتدم بين الاجنحة المالكة .. وهناك تحرك من الوهابية ودعاتها وهناك احتقان شعبي كبير وسخط على السياسات الاقتصادية .. وهناك تبعثر لاوراق كثيرة في الداخل والخارج للمملكة وقصر دورها الاقليمي والدولي .. وتشوهت صورتها التي كانت تنمقها باسم الحرمين الشريفين وكل هذا يولد ضغط وطوفان سينفجر في اي لحظة الذي سيعصف بهذا النظام المجرم ..
وفي الاخير وليس اخرا من المصائب التي تصادق المثل العربي (القشة التي قصمت ظهر البعير ) حيث قامت الدنيا ولم تقعد على مقتل الصحفي خاشقجي وتقطيع اوصالة في جريمة بشعة بكل المقاييس .. وخرج ترمب مهددا ومزمجرا حتى افتدت البقرة الحلوب بغرابها الاسود .. وحصص الحق وخرج المجرم ليعترف بجرمه ويقول بستحياء نحن من قتلناه .. ولكن بدون قصد ولا علم لنا بل كانت الاستخبارات السعودية تعمل دون التنسيق مع الامريكان ودون توجيهات ملكهم العجوز وابنه المهووس بغرام الملك والسلطة والجاه
فاصبح بن سلمان بين خيارين اما الملك او التحرش بايران والعمل على افتعال المشاكل معها والامريكي مستفيد من ذلك وله رغبة بدفع هذه الادوات وهو من ورائهم لدخول في مواجهة مع ايران وهذا ما اختاره الولد المدلل والمراهق السياسي المترف ..