جريمة على طريقة “داعش”.. تطورات جديدة في قضية خاشقجي
تقارير | 11 اكتوبر | مأرب برس :
بعد 11 يوماً على اختفاء الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، بدأت فرص العثور عليه حيّاً تتضاءل في حين تؤكد جميع المعطيات أن هناك جريمة على طريقة داعش جرى تنفيذها بحق خاشقجي وكانت القنصلية السعودية في إسطنبول مسرح الأحداث ومن بطولة 15 عشر رجلاً سعودياً شكلت عصابة الاغتيال بحضور القنصل السعودي شخصياً.
الجديد اليوم ما نشره موقع “ميدل إيست آي”، الذي أكد أن الكاتب الصحافي جمال خاشقجي سُحب من مكتب القنصل السعودي العام في إسطنبول، محمد العتيبي، ليقتله رجلان قدما خصيصاً من الرياض ضمن فرقة اغتيال سعودية مكوّنة من 15 شخصاً، وبعد ذلك بطريقة وحشية، ومن ثم قطعا جثته بمساعدة مدير الطب الشرعي في الإدارة العامة للأدلة الجنائية، التابعة للأمن العام، صلاح محمد الطبيقي.
ونقل الموقع عن مسؤولين أتراك قولهم إنهم “يعرفون متى قُتل خاشقجي والموقع الذي ارتكبت فيه الجريمة في مبنى القنصلية“، وأضاف المسؤولون الأتراك أنهم يدرسون القيام بعملية “تنقيب في حديقة بيت القنصل العام السعودي في إسطنبول، وإجراء بعض الحفريات لمعرفة ما إذا كان جثمانه دفن هناك”.
فيما تشير المعطيات التي توصلت إليها المخابرات البريطانية إلى أن خاشقجي، قتل بجرعة تخدير زائدة عند محاولة تخديره داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر سعودي.
بينما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مكتب الأمن التركي أمس أن خاشقجي قُطّع بـ”منشار عظم” جلبه فريق الاغتيال معه من السعودية، الأمر الذي أكدته صحيفة “خبر ترك” التركية، بالإشارة إلى أن “طائرات من دون طيار، رصدت 3 أشخاص يحملون معدات، دخلوا القنصلية مساء الثلاثاء من الباب الخلفي، وغيّروا الأقفال في القنصلية”.
ساعة آبل قد تكشف تفاصيل جديدة
كما نقلت “رويترز” عن خطيبة الصحافي السعودي، خديجة جنكيز، قولها إن خاشقجي كان يرتدي ساعة “آبل” سوداء، متصلة بجهازي هاتف تركهما معها، عندما دخل المبنى، وقال مسؤول كبير في الحكومة التركية ومسؤول أمني رفيع إن الجهازين المتصلين بساعة “آيفون”، في قلب التحقيق حول اختفاء خاشقجي.
وأضاف المسؤول التركي إن المحققين يحاولون تحديد المعلومات التي تنقلها الساعة: “تعمل أجهزة الاستخبارات ومكتب المدعي العام وفريق التكنولوجيا على هذا، حيث لا تملك تركيا الساعة لذا نحاول القيام بذلك من خلال أجهزة متصلة”.
ويقول خبراء التقنية إن ساعة “آبل” يمكن أن توفر بيانات مثل الموقع ومعدل ضربات القلب، ولكن ما يمكن أن يعرفه المحققون يعتمد على نموذج المراقبة سواء أكان متصلاً بالإنترنت أم لا، وما إذا كان قريباً بما يكفي من جهازه “آيفون” لمزامنته.
وأشارت وكالة رويترز إلى أن السلطات التركية طلبت معلومات عن الـ 15 شخصاً وعن السيارة التي يبحثون عنها وحتى الآن لم يحصلوا على إجابات، وبناء على مراجعة حركة الطيران يظهر أن طائرة خاصة وصلت إلى المطار في الساعات الأولى من 2 تشرين الثاني/ أكتوبر الحالي وعلى متنها 9 من الرجال الـ 15، وهي تتبع لشركة اسمها “سكاي برايم أفيياشين سيستم”.
وذكرت أنه تم سؤال الشركة وأقرّت بسفر طائرة منها بالموعد المحدد ولم تعط تفصيلاً أكبر، بينما تقول معلومات “رويترز” عن الشركة إنها مملوكة للحكومة السعودية، ولم ترد الحكومة السعودية على سؤال للوكالة عن الشركة والطائرة، ولفتت الوكالة إلى أن الستة الآخرين وصلوا بطائرة تجارية دخلوا فندقين “ويندهام” و”موفيمبيك”، لكن الفندقين رفضا التعليق.
بدوره صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من حدّة خطابه بخصوص قضية خاشقجي وأكد أن القنصلية العامة السعودية في مدينة اسطنبول لديها أحدث أنظمة الكاميرات، وهي قادرة على التقاط أي عصفور أو ذبابة تمرّ من هناك، وأكّد أردوغان أنه أصدر التعليمات للمعنيين في اليوم الأول للحادثة، أي الثاني من الشهر (أكتوبر/ تشرين الثاني 2018)، وأضاف “بدأنا بمتابعتها سواء مع وزارة العدل أم وزارة الخارجية، وكما هو معلوم فإن للحادثة بُعد خاص يتعلق بمعاهدة فيينا”، وبيّن أردوغان أنهم “تناولوا الموضوع بجميع أبعاده، الأمنية والاستخباراتية وغيرها، وتمت متابعة التطورات بشكل مستمر لحظة بلحظة، بما في ذلك إجراءات الدخول إلى تركيا والخروج منها”، وأردف “هل يمكن ألّا يكون هنالك أنظمة كاميرات في قنصلية عامة أو سفارة؟ هل يمكن ألّا يكون هناك أنظمة كاميرات في القنصلية العامة السعودية التي جرت فيها الحادثة؟ وهذه الأنظمة قادرة على التقاط أي عصفور يطير أو ذبابة تخرج من هناك، علماً أن لديهم أحدث الأنظمة”.