كيف يعيش الأمريكيون سجناء في “ترامبستان”؟

متابعات | 9 اكتوبر | مأرب برس :

نشرت صحيفة “فيلت” الألمانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على الحياة اليومية للأمريكيين في عهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش في عهد الرئيس دونالد ترامب على وقع احتلال افتراضي، على الرغم من خلو شوارع نيويورك وواشنطن من الدبابات والطائرات المقاتلة، وعدم تعرض المواطنين الأمريكيين للاعتقال والتعذيب”، معتبرة أنه “رغم ذلك يعيش الأمريكي كالأسيار في بلاده”.

وبينت الصحيفة أن “الرئيس الأمريكي حوّل هذا الاحتلال الافتراضي إلى أمر واقع، ولا يختلف اثنان على أن ترامب وصل إلى سدة الحكم بفضل دعم قوة أجنبية، ألا وهي روسيا، علاوة على ذلك، ينتهج الرئيس الأمريكي سياسة خارجية تخدم أعداءه، حيث أنه عمل على إضعاف حلف الشمال الأطلسي، وامتنع في المقابل عن فرض عقوبات اقتصادية على روسيا”.

وأكدت الصحيفة أن “الرئيس الأمريكي أعرب عن انحيازه لألد أعدائه الديكتاتوريين خلال مؤتمر صحفي، لتذهب بذلك جهود أجهزته الاستخباراتية هباء منثورا ويخذل حلفاءه، وعلى الرغم من أنه خلق مناخا من الفتنة والفوضى في بلاده، إلا أنه يحظى بدعم ثلث الشعب الأمريكي المهمش من قبل النخبة المثقفة القاطنة في المدن الساحلية الكبرى”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “الكثير من الأشخاص الذين يعتمدون ازدواجية الخطاب يعملون على تبرير هذا الاحتلال الافتراضي، ومن بين هؤلاء نذكر؛ مسؤولا مجهول الهوية يعمل في البيت الأبيض قد كتب مقالا في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، وقد وصف هذا المسؤول في مقاله الرئيس الأمريكي “بالمجنون والأحمق وعدو الديمقراطية”، وأضاف المسؤول أن الحكومة الأمريكية قادرة على الإطاحة بالرئيس الفاقد لمداركه العقلية إذا وافق الكونغرس على ذلك”.

وأوضحت الصحيفة أن “ترامب اتخذ مؤسسات الجمهورية الأمريكية كرهائن، علاوة على أنه تجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية، حيث أنه رفض في البداية نشر وثائقه المتعلقة بالضرائب، بالإضافة إلى أنه تبجح بخرقه لكل القوانين. وفي وقت لاحق، أقدم ترامب على عزل وزير العدل، جيف سيسيونس، نظرا لأن هذا الأخير لا يوافق على سياساته العنصرية، وفي نهاية المطاف، عمل الرئيس الأمريكي على عرقلة مسار التحقيقات فيما يتعلق بعلاقاته بروسيا”.

وأوردت الصحيفة أن “النواب الجمهوريين في الكونغرس يتصرفون كرهائن، إذ أنهم يعملون بصفة دائمة على تبرير تصرفات ترامب ويرون أنه شخص لا يشكل أي خطر، فضلا عن أنهم لا يبذلون أي جهد لكبح جماح السلطة التنفيذية، ولم يكتف هؤلاء بذلك، بل رفضوا أيضا التعاون مع المحقق، روبرت مولر، خشية أن يقعوا ضحية بطش ترامب وحاشيته”.

وأفادت الصحيفة أنه “وفقا لاستطلاعات الرأي، أعلن 61 بالمئة من أنصار ترامب عن دعمهم المطلق له في كل الأوقات، أي أنهم لن يتخلوا عنه حتى وإن ثبت بالدليل القاطع أنه عميل لروسيا، بناء على ذلك، سيصفق أنصار ترامب لرئيسهم حتى وإن أطلق النار على أي شخص على الملأ، ولعل أبرز دليل على ولاء أنصار ترامب لرئيسهم هو الجدل القائم حول القاضي، بريت كافانو، الذي رشحه ترامب لرئاسة المحكمة العليا والحال أنه متهم بالتحرش الجنسي لإحدى النساء، وعندما شتم الرئيس الأمريكي هذه المرأة، صفّق له أنصاره”.

وأضافت الصحيفة أن “بعض الأشخاص يعتقدون أن انبهار أنصار ترامب برئيسهم سينتهي بعد انتخابات الكونغرس، التي ستنعقد في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، خاصة وأن العديد من المؤشرات تحيل إلى أن الحزب الديمقراطي قد يحصد أغلب المقاعد في مجلس النواب، كما من غير المستبعد أن يحصد هذا الحزب الأغلبية في مجلس الشيوخ، وبعد انقلاب موازين السلطة، يمكن للديمقراطيين أن يعقدوا جلسات وأن يعارضوا ترامب بصوت عال، كما يمكنهم أن يبادروا باتخاذ الإجراءات الكفيلة بعزل الرئيس الأمريكي”.

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن “فوز الديمقراطيين بالانتخابات التشريعية المقبلة قد يجعل ترامب أكثر قربا من أنصاره، فضلا عن ذلك، من المتوقع أن يزداد ترامب جنونا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى