يحبون ((إسرائيل)) ومن الحب ما قتل!
مقالات | 30 سبتمبر | مأرب برس :
بقلم / د. أحمد الصعدي :
كان منتدى (متحدون ضدَّ إيران النووية) الذي ينشَطُ في الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات يقتصرُ على شخصيات من الكيان الصهيوني وأصدقاء للكيان أمريكيين وسفيرَي دولة الإمارات والبحرين وَ((ناشطين)) من بلدان عربية أخرى، أما الآن فقد أَصْبَــح يجمعُ وزراءَ خارجية خليجيين، بالإضَافَة إلى دُميتهم وزير خارجية شرعية الفنادق، وخبراء في تدمير البلدان العربية كالفرنسي برنار هنري – ليفي داعية تدمير ليبيا.
ويبدو أن حكامَ السعوديّة والإمارات بلغوا حالةً من الثقة في أن شعوبهم قد ماتت سياسيّا؛ إما بسبب اللا مبالاة أَوْ القمع أَوْ الوقوع تحت تأثير مخدّرات دعائية تصوّر إيران العدوّ والخطر الأَكْبَــر والأوحد، من غير أن يسأل هؤلاء الناس أنفسَهم لماذا تقيم دولٌ مثل عُمان وقطر والكويت وتركيا وباكستان وأفغانستان علاقاتِ حُسن جوار مع إيران وتعاون مثمِر للجانبين، وليست هذه الدول بأقلَّ تديناً أَوْ أقلَّ حرصاً على الدين من حكام السعوديّة والإمارات، وإلا لما تجرّأوا على الانتقال من التطبيع الخفيّ إلى التحالف العلني مع الكيان الصهيوني.
في هذا المستوى من الوقاحة يفاخر بعضُ الإعلاميين الخليجيين بتعاطُفِهم مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين، ويتجاوزون الحديثَ السياسيَّ إلى إظهار الإعجاب والعواطف والحب لهذا الكيان الإجرامي.
قبلَ أيّامٍ امتدح الصحفيُّ الكويتي المدعو الجارُ الله مجرمَ الحرب نتنياهو ودعاه لضرب لبنان وتدمير صواريخ حزب الله. يبدو أن الجار الله الذي يمتهنُ الصحافة ما يفرض عليه متابعة الأحداث والتطورات التي يبادر للخوض فيها، لا يعرفُ ماذا جرى لجيش الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان، وماذا يعني 25/ آيار(مايو)/ 2000 لـ ((الجيش الذي لا يُقهَر))، ولم يسمع بحرب 2006 التي انتهت بعد 33 يوماً بالشروط التي حدّدها سيدُ المقاومة حسن نصرالله في أول يوم من العدوان الصهيوني.
لا يعرف هذا المتبجح بالبطنة التي تزيلُ الفطنة، أن لبنان الصغير الذي كان بعضُ الخليجيين يعيّرون شعبه بأنه شعب رقص ولَهْوٍ قد أَصْبَــح بلداً كَبيراً قوياً، وحدودُه أَكْثَــر مَنَعَةً أمام العدوّ الصهيوني من حدود دول عربية كبيرة جنحت لـ ((السلم)) المخادِعِ مع كيان العدوّ.
قبل أيّام كتب الصحفيُّ ((الإسرائيلي)) جدعون ليفي مشيداً بالرد الروسي القاسي على إسقاط طائرة ((ايل 20))، معتبراً أن تدليلَ إسرائيل وجعلها فوق القانون دَائماً يقودُها إلى مغامرات مهلكة، وشبّه ((إسرائيل)) بالطفل الذي يحتاجُ لشخص واعٍ أَكْبَــرَ منه عُمُراً، كما اعتبر أن الردَّ الروسي القاسي والغاضبَ جاء لمصلحة إسرائيل لترتدعَ قليلاً.
لهذا لا بـُـدَّ أن قادةَ الكيان الصهيوني وسياسيّيه وإعلامييه يسْخَرون من دعواتِ بعض الخليجيين لهم لمهاجَمة لبنان وسوريا وإيران، ويدركون أن بعضَ أعراب الخليج قد تشبَّعوا بجُرَعِ الصهينة حتى صاروا صهاينةً يرتدون العِقالات ويحبون ((إسرائيل)) لكن ((الإسرائيليين)) يعرفون أن مِن الحُبِّ ما قَتَل.