«ذا هيل»: حرب اليمن مرتبطة بنتائج انتخابات الكونغرس النصفية
متابعات | 29 سبتمبر | مأرب برس :
رأى موقع «ذا هيل» أنه «يتعين على إدارة (الرئيس دونالد) ترامب أن تفعل كل ما بوسعها من أجل وقف الهجوم» على الحديدة، محذراً من التبعات الإنسانية للهجوم على المدنيين اليمنيين، ومنبهاً إلى تداعياته السياسية على طريقة تعاطي الكونغرس حيال أداء دول «التحالف»، الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية في اليمن، بعد إجراء الانتخابات النصفية المقررة في نوفمبر المقبل.
وأضاف الموقع الإلكتروني أن إدارة الرئيس ترامب «عملت، ومن خلال سلسلة من الإجراءات الخاطئة، والإشارات المضللة، على تسهيل (تفاقم) الأزمة الإنسانية في اليمن»، مستنكراً تجاهلها للكارثة الإنسانية هناك.
كما عرّج «ذا هيل» على أهمية الموقف الأمريكي من العملية العسكرية في الحديدة، مذكّراً بأن موافقة «التحالف» على تعليق الهجوم على المدينة في يوليو الماضي، نجمت عن عاملين أساسيين، يرتبطان بـ«الضغوط المتزايدة من جانب الكونغرس الذي هدد بوقف إمداد التحالف بالأسلحة» من جهة، علاوة على عنصر آخر يتعلق بأن «إدارة ترامب كانت في وضع يؤهلها إلى استخدام تهديد الكونغرس وتوظيفه كأداة تأثير لدى شركائها الخليجيين» من جهة ثانية.
ومع ذلك، انتقد «ذا هيل» شهادة وزير الخارجية مايك بومبيو للكونغرس قبل أسابيع، والتي صرح فيها بأن المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة تعملان على تفادي الإضرار بالمدنيين في ذلك البلد، مشدداً على أن موقف بومبيو، الذي سمح بمواصلة دعم الرياض وأبو ظبي في حرب اليمن، «قلّص من حجم النفوذ، الذي كان بإمكان الكونغرس، والإدارة البناء عليه طيلة الأشهر الماضية».
وأشار الموقع إلى أن موقف بومبيو «أثار انتقادات منطقية قبل مجموعة من أعضاء مجلسي النواب، والشيوخ»، مضيفاً أنه «من الصعب تصديق أن السعوديين قد اتخذوا خطوات فاعلة من أجل تخفيف الخسائر في صفوف المدنيين، حين شنت غارة جوية سعودية في التاسع من أغسطس الفائت، وقد أودت بحياة 40 طفلاً، وحين أصدر الملك سلمان، وبصورة استباقية، عفواً عن سائر الضباط العسكريين السعوديين المشاركين في الحرب».
وعن دور الكونغرس حيال الأزمة اليمنية، شدد الموقع على أن «الكونغرس قادر، ويتوجب عليه التحرك» على هذا الصعيد، مشيداً بنجاح المؤسسة التشريعية في أغسطس الماضي، بتضمين «قانون الدفاع الوطني للعام 2019»، بنوداً تربط بين دعم واشنطن لـ«التحالف»، وطريقة تعامل الرياض، وأبو ظبي على المستويين السياسي، والميداني في ملف الأزمة المشار إليها.
وفي ما يخص فشل جولة المشاورات اليمنية الأخيرة بين أفرقاء الأزمة، والتي كان مقرراً انعقادها في جنيف السويسرية، أوضح الموقع أن «الحوثيين يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية، بعد رفضهم الموافقة على الشروط المتعلقة بانتقالهم (إلى جنيف) على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة، عبر المجال الجوي السعودي».
وتابع أن «السعوديين، بدورهم، يتحملون مسؤولية حيال الأمر، على خلفية رفضهم مطالب الحوثيين بالانتقال على متن طائرة عمانية، واصطحاب عدد من المدنيين والجرحى مع الوفد المشارك في المشاورات»، منتقداً موقف إدارة ترامب «التي نادراً ما اضطلعت بدور مساعد» في هذا الخصوص.
وتوقف «ذا هيل» عند تحذيرات المنظمات الإغاثية من أن معركة الحديدة «سوف تطلق العنان لتدهور سريع» في الأوضاع الإنسانية في اليمن، محذراً من أن «نشوب حرب شوارع في المدينة، سوف يعرض حياة مئات آلاف الأشخاص، ممن لا يواجهون العنف فحسب، بل الخراب الذي يتبعه من نقص الأغذية والمياه والانتشار السريع للكوليرا أيضاً، إلى خطر داهم»، خصوصاً أن ميناء الحديدة، يمثل لقرابة 18 مليون يمني، ممن يقطنون في المناطق الخاضعة لسيطرة «الحوثيين»، شريان حياة أساسياً، على المستويين الإنساني والتجاري، وذلك على نحو يجعل من «أي انقطاع في حركة الإمدادت الواردة عبره، يمكن أن يحمل تداعيات مهلكة، ومميتة».
هذا، وحدد «ذا هيل» عدداً من الخطوات التي يتوجب على السلطتين التشريعية، والتنفيذية في الولايات المتحدة السير بها من أجل تدارك الوضع في اليمن، مشيراً إلى أنه «يتعين على الولايات المتحدة، كخطوة أولى، أن تكبح جماح التحالف» هناك، في ضوء امتلاكها «نفوذاً أكبر مما تعترف به» لدى الدول المشاركة فيه. وأشار إلى أن إدارة ترامب «معنية بتوجيه رسالة بسيطة، مفادها: كفى)».
وانتقد الموقع ما أسماه «ألاعيب الحوثيين غير المقبولة» على صعيد المسار التفاوضي، إلى جانب تأكيده على أن «دول التحالف هي الطرف الذي يدفع باتجاه هجوم عسكري على الحديدة، كونها ترى أن التهديد الهائل لحياة السكان المدنيين، إنما يعد ثمناً ضرورياً لتحقيق هدفها المتمثل بهزيمة الحوثيين، وهو الهدف الذي ستفشل الحملة العسكرية في تحقيقه حتماً».
وأكمل الموقع بالقول إن «العبء إنما يقع على عاتق الكونغرس بدوره، من أجل اتخاذ تدابير أقوى، طالما أن الشرط المتعلق بشهادة (إدارة ترامب حول عمليات التحالف في اليمن)، أخفق في تغيير سلوك التحالف».
وبحسب الموقع، فإن «الخطوة الثانية على سلم أولويات الكونغرس، يمكن أن تتخذ شكل قرارات بعدم إعطاء موافقته على صفقات أسلحة مستقبلية» بين دول «التحالف»، وواشنطن.
ختاماً، دعا «ذا هيل» المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة إلى «التنبه إلى أنه، في حال تمكن الديمقراطيون من السيطرة على أحد غرفتي الكونغرس، أو كليهما في نوفمبر المقبل، فإن رؤساء اللجان التشريعية الجدد قد يعمدون إلى النظر في اتخاذ إجراءات عقابية أكثر صرامة بحقهما، ما من شأنه أن يكون لها تأثير ملموس على علاقاتهما الثنائية مع الولايات المتحدة».
(العربي)